responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 13
ظلت، تقريباً، بلا حل أصيل، من حيث تعدد الإجابات وتضاربها، عن معنى الجمال وماهيته، فكل فيلسوف يزعم أن إجابته هي الصحيحة ويردفها بالعديد من الحجج والأدلة والبراهين لتأييدها، واتسعت البحوث في علم الجمال وتنوعت وتضاربت الآراء حتى أن الباحث عن معنى الجمال ليجد نفسه في خضم عظيم من تلك الآراء والنظريات ويبقى في وسط الميدان حائراً، فلكل رأي حججه المؤيدة، ولكل رأي انتقادات مفندة له أو مقللة من قيمته.

وبعد؛ فلا غرابة فيما ذهب إليه (ولْ ديورانت) بأن أثقل الكتب في العالم ظلاً، هي تلك التي كتبها الناس عن الجمال، وكيف ترتعش عظاما لميتافيزيقا الصلبة وتفزع بعض الشيء حين يحل الجمال إلى حين محل الحق ويلتمس في الحكمة محراباً)([1]).

ولعل مناط الصعوبة في هذا السؤال يعود إلى أن الفلاسفة والمفكرين ينطلقون في رؤيتهم وفهمهم للجمال من الواقعية والمثالية اللتين لكل منهما منظومة من المعارف عن الكون والطبيعة والمجتمع فضلاً عن انقسامهم ــ في الجمال ــ إلى رأيين وهما الرأي الموضوعي الذي يرى أنصاره (الجمال قائماً بذاته وموجوداً خارج النفس الشاعرة فهو ظاهرة موضوعية لها وجودها الخارجي وكيانها المستقل مما يؤكد تحرر مفهوم الجمال من التأثر بالمزاج الشخصي.

ويعود للاتجاه الموضوعي إلى أقدم فلاسفة الإغريق فقد انطلق (ديموقريط) من القول بأن للجمال أساساً موضوعياً في العالم وإن جوهر الجمال في البناء المنتظم في التناسب وانسجام الأجزاء والنسب الرياضية الصحيحة.

وشرح (أفلاطون) رحلة النفس في سعيها وراء الجمال وإن الإنسان يبدأ بتقدير الجمال الماثل في شكل ما ثم ينتقل إلى مرحلة تالية يقدر فيها عدد من الأشكال الجمالية ثم يقدر الجمال المجرد؛ ولابد كي


[1] فلسفة الفن والجمال: ص279 ــ 280.

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست