responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 104
المعسكرين، فرأى الجنة في المعسكر الأول حيث يقف الإمام الحسين وصحبه عليهم السلام؛ وكأن لسان حاله يقول: «كيف يكون سيد شباب الجنة في مكان والجنة في مكان آخر»؟!.

ورأى في المعسكر الثاني حيث يقف عمر بن سعد وجنده، النار التي هم فيها خالدون؛ وإلا كيف يكون حال من تجمع وتجهز وعزم على قتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والله تعالى يقول:

(إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا) ([204]).

ولذا: لما سمع الحر بن يزيد الرياحي كلام الإمام الحسين عليه السلام واستغاثته، أقبل على عمر بن سعد وقال له: أتقاتل أنت هذا الرجل؟ قال: إي والله قتالاً أيسره أن تسقط فيه الرؤوس وتطيح الأيدي!!.

قال: ما لكم فيما عرضه عليكم من الخصال؟ فقال: لو كان الأمر إليّ لقبلته، ولكن أميرك أبى ذلك. فتركه ووقف مع الناس.

وكان إلى جنبه قرة بن قيس، فقال لقرة: هل سقيت فرسك اليوم؟ قال: لا، قال: فهل تريد أن تسقيه؟ فظن قرة من ذلك أنه يريد الاعتزال، ويكره أن يشاهده فتركه فأخذ الحر يدنو من الحسين قليلاً فقال له المهاجر بن أوس: أتريد أن تحمل؟.

فسكت وأخذته الرعدة، فارتاب المهاجر من هذا الحال، وقال له: لو قيل لي من أشجع أهل الكوفة لما عدوتك، فما هذا الذي أراه منك؟.

فقال الحر: إني أخير نفسي بين الجنة والنار، والله لا أختار على الجنة شيئاً ولو أحرقت»([205]).


[204] سورة الأحزاب، الآية 57.

[205] اللهوف في قتلى الطفوف لابن طاووس: ص62. الهداية والنهاية لابن كثير: ج8، ص 195.

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست