responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 10
والسبب في ذلك هو أن واقع عاشوراء بما فيه من المآسي والمصائب التي أنزلتها مجموعة من شرار الخلق على آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم تستثنِ منهم طفلاً ولا امرأة ولم تفرق بين من له رحم ماسة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كريحانته من الدنيا وسبطه الإمام الحسين وولده عليه السلام وبين من هو من عامة الناس.

إن هذا الواقع قد فرض على أذهان الناس هذه الصورة الحزينة والمؤلمة، بل قد شغل هذا الواقع العاشورائي كثيراً من القرّاء والباحثين والمفكرين وراح يضفي بظلاله الذي اتشح بالسواد كثيراً من المشاهد المأساوية التي تأجج العواطف الإنسانية فتجعلها حاجزاً يحجب عنهم العديد من الصور الحياتية والكثير من المفاهيم الفكرية التي زخرت بها ملحمة عاشوراء.

حتى إن العديد من الأبحاث إنْ أرادت التحدث عن عاشوراء متجنبةً الولوج في مصائبها فهي إما أن تستمد مادتها البحثية من الأسباب والمقدمات التي أفرزت «عاشوراء»؛ أو تجعل نتاجها الفكري ينصب على النتائج التي حققتها الحادثة.

في حين أن عاشوراء في الواقع الحياتي هو مفصل من مفاصل الحضارة الإنسانية التي يتحرك من خلالها الفكر الإنساني، ورافد من روافد الوجود الحياتي الذي أعاد إلى الحياة نضارتها وقدرتها على التألق والزهو فكانت بحق الملهم الذي أوقد أذهان المفكرين والمصلحين في رفد الحياة بالأسس البنائية لقيام حياة كريمة وسالمة من الانحرافات.

إذن: عاشوراء بآلامها وأحزانها ومآسيها ورزاياها وقيمها؛ بل بكل مفرداتها كانت البوابة الواسعة لحياة حضارية فيها كل ما يحتاج إليه الفكر من مفاهيم ومصاديق وقيم وحقائق كالجمال وغيره.

والجمال في هذه الحياة سواء أكان يدرك بالحواس أم بالبصيرة قد

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست