فإبراهيم عليه السلام هو الذي يعظم البيت ويدرك حرمته وليس بنو أمية
وحجاجهم الثقفي ولا الزبيريون وقتالهم في الكعبة.
2. إن إبراهيم عليه السلام هو الذي قدم ولده فداء لإقامة البيت الحرام
فتلك هي المنقبة العظمى، وليس حزام بن حكيم الذي كان من الطلقاء ومن أشد المحاربين
لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
3. إن عبد المطلب هو من تبع أباه إبراهيم في فداء البيت الحرام فنذر أحد
أبنائه لبيت الله الحرام فكان ولده عبد الله الذي خصه الله بـ(محمد صلى الله عليه
وآله وسلم) ليكون ابن الذبيحين.
4 . إنّ عبد المطلب هو من يعتقد بحرمة البيت الحرام وإنّ له شأناً عند
الله تعالى ولذلك قال لأبرهة الحبشي (إنّ للبيت ربّاً يحميه) ولكرامة البيت وحرمته
ونصرته ونصرة شيخ الأبطح الذي يؤمن برب البيت وأنه هو الذي سيتكفل بحمايته فقد
أرسل الله طير الأبابيل كما ينص عليه القرآن الكريم في سورة الفيل.
5 . أما عند أبي طالب (رضوان الله تعالى عليه) فيبدو ذلك جلياً لا يحتاج
إلى دليل، ويكفي من الشواهد على ذلك ما قاله في خطبة خديجة عليها السلام لرسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم فضلاً عن وصيته لقريش وبني هاشم عند وفاته.
أ . فأمّا في خطبة خديجة فقال: «الحمد
لرب هذا البيت الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل وأنزلنا حرماً آمناً،
وجعلنا الحكام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه..»([132]).