لا شك أن الولادة في الكعبة لها خصوصية معينة وذلك لأنها بيت الله الحرام، ومحل توجه المسلمين في صلاتهم ودعائهم، وهي مع ذاك لها حرمة أوجبتها الشريعة المقدسة، لكن هذه الخصائص تنطلق في ضوء العقيدة الإسلامية وما جاءت به معطيات شرعية كونت لدى المسلم هذه الثقافة اتجاه الكعبة المشرفة أعزها الله.

فيمكن لها أن تأخذ من نفسه هذه الخصوصية.

لكن ولادة حكيم بن حزام كانت قبل دخوله الإسلام بستين عاماً ومن ثم فهل كانت هذه الولادة لها من الخصوصية والامتياز ما كان لدى المسلم الذي ــ وكما أسلفنا ــ قد تكونت لديه رؤية اتجاه الكعبة بواسطة الإسلام؟

إنه سؤال يبحث عن الإجابة؟

وجوابه فيما يأتي:

المسألة الأولى: قدسية الكعبة بين تعظيم الشرائع السماوية والمعتقدات العربية قبل الإسلام

لو رجعنا بالقارئ الكريم إلى معنى القداسة في اللغة لوجدنا أن اللغويين قد قالوا في ذلك اللفظ، أي: القُدْس، والقُدُس: الطُهر، اسم ومصدر ومنه قيل للجنة: حظيرة القدس.