بقي لنا في هذا البحث أن نتناول الحدث الثالث الذي عهد الرواة على إخفائه، بل ومحاربته أشد المحاربة ألا وهو بيان موقف الإمام علي عليه السلام بعد أن عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المبيت على فراشه صلى الله عليه وآله وسلم وماذا نتج عن هذا الموقف.

ليتضح فيما بعد أن الغاية من ذلك هو محاربة فضيلة الفداء ــ التي تفرد بها الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام كما تفرد في العديد من المناقب ــ والتشكيك فيها وتضليلها ونفي نتائجها حتى يكاد القارئ أن يصل ومن خلال هذا النهج إلى القطع بأن هذه الفضيلة والمنقبة لا تشكل سوى حدث جزئي في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن ثم لا تتعدى عن كونها عملية نيام لعلي بن أبي طالب عليه السلام في فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عوضاً عن نومه في دار أبي طالب رضوان الله تعالى عليه.

وإن المشركين تجمعوا حول دار خديجة عليها السلام ثم انصرفوا في الصباح بعد أن تبين لهم أن النائم هو علي بن أبي طالب عليه السلام وليس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

على الرغم من تصريح القرآن الكريم وبيانه لخطورة الحدث وشدة مكر المشركين الذين احتاجوا إلى فعل موازٍ لهذا المكر وهذه