responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين بن علي عليهما السلام أنموذج الصبر وشارة الفداء دراسة ومقارنة نویسنده : مهدي حسين التميمي    جلد : 1  صفحه : 62
عشر ألفاً، ومن الإبل ستة آلاف وألف فدان من البقر وألف من الأتان.. وعاش بعد هذا مئة وأربعين سنة، ورأى بنيه وبني بنيه إلى أربعة أجيال، ثم مات شيخا قد شبع من الأيام (أيوب 42: 11-16).

وهكذا كانت معاناة أيوب اختباراً لصبره على البلوى بما وردته من أخبارها وقد تقبلها بالرضا والاطمئنان، والثقة بالله لتسجل له مأثرة الصبر اعتبارا وعبرة للناس في كل زمان، وفيما كانت له حصة وافرة من الجزاء المعجل في دنياه، فيما ان الإمام الحسين - عليه السلام- لم ينبأ بواقعات البلاء بل استقبلها مفردات مريرة وشاقة في وقائع مأساوية تمثلت في واقع الطف فصولاً متتابعة من العناء والمكابدة المصحوبة بنزيف الدم، وقد قصد ساحة المواجهة بكل مخاطرها لتكون له ولأسرته ولخاصة صحابته منها تلك الحصة البالغة من التنكيل والبطش والذي تلاحقت فصوله الدموية في واقعة الطف وما بعدها، وفيما لم يشهد التاريخ مثل تلك الحالة النادرة في وفود الحسين - عليه السلام- على ساحة الهلاك المحقق مع أهله، وقد واتته فرصة الخلاص ليستكين الى دعة الحياة ونعيمها لو راودته نفسه الرضوخ لمطالب الحياة الدنيا، ولو كان الحسين - عليه السلام- قد فعل ذلك لحكم على نفسه بغير هذا الحكم الذي ارتضاه له التاريخ ان يسجل اسمه وذكريات الواقعة التي انتصب بشموخ فيها، ولا ان يكون له مثل هذا المشهد الأثير من الذكر والاحتفاء بدوره البطولي في الطف، وفيما لم يكن له من حياته التالية على الأرض جزاؤه المعجل كما كان للنبي أيوب - عليه السلام- في خاتمة حياته مما ورد ذكره، ولم

نام کتاب : الإمام الحسين بن علي عليهما السلام أنموذج الصبر وشارة الفداء دراسة ومقارنة نویسنده : مهدي حسين التميمي    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست