نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 55
ويكفيك ــ لتستشف من
عظمته ــ أن أعداءه ومبغضيه من الأمويين وغيرهم لم يجرؤوا ولم يتمكنوا من الخدش
بساحة قدسه مع شدة عداوتهم له حتى سفكوا دمه وقطعوا رأسه وداروا به في البلدان
وحرثوا فيما بعد قبره وقتلوا كل من يزور مرقده بل بطشوا بكل من يهواه.
الحسين خليفة الله ورسوله في الأرض،
فهو منبع الفضائل بل هو القرآن في سلوكه وسيرته.
غير أنا لا نبخس أنفسنا حظوظها
بحرمانها من ذكر بعض ما صدر عن الإمام في عرصات كربلاء.
ولعل من مواقفه التي تتجلى فيها تلك الروح المحمدية الطاهرة التي تثير
فينا الألم والحسرة، تخييره عليه السلام لأهل بيته وصحبه بل حثه لهم على استغلال
ظلمة الليل وترك عرصات كربلاء والعودة إلى ديارهم ومأمنهم وتركه في مقابلة عشرات
الآلاف من جنود الدولة الطاغوتية الكافرة.
إن أصل التكليف الشرعي الموجه للأمة ــ كل فرد في الأمة ــ بنصرة الإمام
وفدائه بكل غال ونفيس: مستمر.
كما أن كل من صحب الإمام ورافقه عن طواعية ورغبة وتسليم له فإن مخير بين
البقاء والرجوع.
إن من يتعرض لخطر يجب على الآخرين إنجاؤه.
فإذا كان إنجاؤه يؤدي إلى هلاك المنجي فهنا يقع تزاحم بين وجوب إنقاذ
المؤمن وبين وجوب حفظ نفسه، ولا يمكن التحفظ على التكليفين في نفس الوقت كما هو
الفرض فيصبح الإنسان هنا مخيّراً بين إنجاء الآخر وإتلاف نفسه، أو المحافظة على
نفسه وترك الآخر لما قدّر له.
أما إذا كان الآخر في معرض الهلاك والتلف والموت على كل
نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 55