نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 33
فالقصد
أن سيد الشهداء عليه السلام لم يبدأ حركته بسبعين رجلاً كي يثار سؤال عن الجدوى من
حركته وكونها إلقاءً للنفس في التهلكة أم لا.
فإنه يجاب بأن بدء الحركة كان بهذه
الجموع الغفيرة الوفيرة ولم تبدأ بسبعين.
نعم لمّا بلغ
الإمام عليه السلام خذلان أهل الكوفة وتقاعسهم عما عاهدوه عليه واستحكام قبضة
السلطة في الكوفة مما أدى إلى انهيار معنويات الناس واستسلامهم لبطش الدولة اتضح
أنه لا جدوى من الحركة إن كان الهدف منها ــ فقط ــ إسقاط الدولة الجائرة، إذن
فليس من البعيد أن الهدف قد تغيّر كما أنّ الخطّة أخذت منحى آخر، ولذلك أعلن على
الملأ الذين معه استشهاد مسلم رضوان الله تعالى عليه وخذلان أهل الكوفة له وسمح
للناس بالانصراف عنه لكنه عليه السلام استمر في نهضته:
«بسم الله الرحمن
الرحيم: أما بعد، فإنه قد أتانا خبر فظيع قتل مسلم ابن عقيل وهانئ بن عروة وعبد
الله بن يقطر وقد خذلنا شيعتنا فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف غير حرج ليس عليه
ذمام»([39]).
وهذا ما سنبحثه عند تناولنا لموقف الإمام عليه السلام من أصحابه الكرام([40]).
6) إن مسألة إلقاء النفس في التهلكة والحكم المتعلق بها مشوّشة في أذهان
أبناء الأمة، فإن أصل نزول الآية المباركة: