لكن تبقى أمثال هذه الروايات فيها من اللطف ما لا يخفى لتحديد الحق
وتمييزه عن الباطل إضافة لما يُذكر من البراهين، ولفضح المجرم ودفع المجتمع إلى
اتخاذ مواقف عنيفة منه.
ولإيجاد رادع لأفراد الأمة عن اقتراف مثل هذه الجريمة.
ولتحقيق الوهن في كيان الباطل عبر نكول الأمة عن المشاركة في أمثال هذه
الأفعال.
ولا شك في أن أمثال هذه القصص والروايات والأحلام أثرت أثراً بالغاً في
الناس ورسّخت عبر الزمان رادعاً عن أمثال هذه الجرائم تخوفاً من سلب التوفيق ومن
العواقب الوخيمة لهذه الأفعال من موت طفل وذهاب مال وابتلاء بمرضٍ وذهاب جاهٍ ونحو
هذه من الآثار الوضعية التي يتخوف الناس من حدوثها ويحسبون لها ألف حساب أكثر من
الآثار الأخروية بما فيها جهنم.
على أنّ هناك فئة كبيرة من المجتمع ــ أيّ مجتمع ــ تمثل الرؤى لها
دليلاً حاسماً فتسترشد بها في مهام أمورها كما تتعزّز بها بعض قناعاتها.
بل هي في واقع الحال غير مختصةٍ بطبقة ما فالكل في الاهتمام لما تحكيه
الرؤى ولما تكشفه من واقع حالٍ أو من آفاق مستقبل سواء، غير أن درجة الاهتمام
مختلفة تبعاً للمضائق التي يمرّ بها الإنسان وتبعاً لقوّة أهمية ما تحكيه الرؤيا
غير أن اختلاط الرؤى بالأضغاث قلل من أهميتها.