ماذا في الزيارة؟

الزيارة: التي يزار بها غير المعصوم؛ إلاّ أن نصها صادر من المعصوم عليه السلام، تكشف عن خصائص المزور وملكاته، وتكشف عن معتقده وسلوكه اللذين أدّيا إلى مقبولية الأئمة عليهم السلام له وإلى رقيّه في مدارس الرفعة والكمال على أساسها.

فمن خلال نص الزيارة الوارد عن المعصوم نستطيع استكشاف جهات حسن في المزور، ونتعرف من خلالها على أعماله العظيمة التي جعلت له عند الأئمة عليهم السلام قيمة عالية وأدّت إلى اهتمامهم به وتخصيصه من بين الأمة، بل من بين أبطالها بهذا التقدير الخاص.

وقلنا هذا، حول الزيارة التي يُزار بها غير المعصوم، وأما المعصوم: فلا يُمكن معرفة حدود خصائصه وصفاته الكريمة وجهات العظمة في شخصيته من خلال الزيارة وإن ورد نصّها عن معصوم ــ إلاّ مع البناء على الاستيعاب ــ.

إذ إن جهات العظمة في شخصية الإمام على مستوى المعتقد وعلى مستوى السلوك، لها عرض عريض، لم تستوعبه زيارة محددة وإن أوضحت مضامين تلك الزيارات عن الكيفية التي ينبغي أن تراعى عند الزيارة كما صرّحت ببعض جهات الفضل والعظمة في المعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم أجمعين دون استيعاب هذه الجوانب، وإلا فالحديث عن المعصومين يبتدئ ولا ينتهي؛ لأنه جانب ثر لم نُحط به ولا قدرة لنا على الاستيعاب الشامل لهذا الجانب من جوانب المعرفة، ومن يطلع على الروايات الواردة من طرق السنة فضلاً عن الروايات من طرق الامامية ويتأمل فيها يرى سعة الهوة بين ما نحيط به فعلاً وبين المقام الحقيقي لأولئك الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم