أما لو كان هذا الإنسان
عدواً لله، فيأتيه شخص بملابس قذرة، رائحته نتنة فيبشره بـ (فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ
جَحِيمٍ) ([255])،
ثم يطلب من المغسل والحامل أن يتباطأوا في عملهم. وعندما يدخلونه القبر يأتيه
الملكان فيسحبانه من كفنه ويسألانه: من ربك؟ ومن نبيك؟ ومادينك؟ فيجيب: لا أدري،
فيقول الملكان له: لم تعرف، ولم تهتد. ثم ينهالان([256])
عليه ضرباً بسياط من حديد ونار، لدرجة تبعث الرعب في كل موجودات الأرض، إلا الجن
والإنس. بعدها يفتحان له باباً على نار جهنم ويقولان له: ابق في أسوأ وضع، ثم يضيق
عليه القبر ويضغطه حتى يخرج مخه من رأسه، ثم يسلط الله تعالى عليه، من ثعابين
وعقارب وحشرات الأرض لتلدغه([257])
وتنهش([258])
جسمه، ويستمر هذا حتى يتمنى ويدعو الله أن يقيم الساعة ليتخلص من هذا العذاب([259]).
[258]
النهش بالفم كالنهس، إلا إن
النهش تناول من بعيد.
كتاب العين، الفراهيدي:3/ 402، مادة «نهش».
نهش ينهش وينهش نهشا: تناول الشيء بفمه ليعضه، فيؤثر فيه ولا يجرحه.
قال أبو العباس: النهش: بإطباق الأسنان.
لسان العرب، ابن منظور: 6/ 360، مادة «نهش».
[259]
أنظر: تفسير العياشي، العياشي:
2/ 227 ــ 228، تفسير سورة إبراهيم / ح 20. تفسير القمي، القمي: 1/ 369 ـــ 371،
تفسير سورة إبراهيم. الكافي، الكليني: 3 / 231 ــ 233، كتاب الجنائز، باب أن الميت
يمثل له مال وولده وعمله قبل موته / ح1. كتاب الأمالي، الطوسي: 347 ــ 349، المجلس
12 / ح 59.