وسيأتي هذا
الموضوع في روايات نتطرق إليها فيما بعد. فمثلاً عندما يقال أن باباً تفتح في
القبر، على نار جهنم، ليدخل منها بعض لهيب النار([239])،
فإن ذلك يعني أن نار البرزخ هي عينة من نار الآخرة، وعذابه نموذج من عذاب الآخرة([240]). أما
المقصود بالنار في (فَأَمَّا
الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ)
([241]) فهي
نار البرزخ([242]).
من هنا تتضح صحة الجمع بين
[237]
قال أبو عبد الله عليه السلام
في تفسير قوله تعالى: (النَّارُ
يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا)
سورة غافر/46، ذلك في الدنيا قبل يوم القيامة لأن نار القيامة لا تكون غدوا وعشيا
ثم قال: إن كانوا يعذبون في النار غدوا وعشيا ففيما بين ذلك هم من السعداء ولكن
هذا في نار البرزخ قبل يوم القيامة.
قصص الأنبياء، الجزائري: 258، الباب الثاني عشر في قصص موسى وهارون، الفصل
الخامس في أحوال مؤمن آل فرعون.
قال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (النَّارُ
يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا وعشياً...الآية) سورة
غافر/46، أن العرض على النار قبل قيام الساعة التي فيها الإدخال وهو عذاب البرزخ.
الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 17/ 335، تفسير سورة غافر.
[239]
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قال: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ كَافِراً
دَخَلا عَلَيْهِ وأقيم الشيطان... ويُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ ويَرَى
مَقْعَدَهُ فِيهَا.
الكافي، الكليني: 3 /237، كتاب الجنائز، باب المسألة في
القبر ومن يسأل ومن لا يسأل/ح7.
[240]
قال الطباطبائي في تفسير قوله
تعالى: (النَّارُ يُعْرَضُونَ
عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ
فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)
سورة غافر / 46، إن التعذيب في البرزخ ويوم تقوم الساعة بشيء واحد وهو نار الآخرة
لكن البرزخيين يعذبون بها من بعيد وأهل الآخرة بدخولها.
الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 17/ 335، تفسير
سورة المؤمنون.
[242]
قال الجزائري في تفسير قوله
تعالى: (النَّارُ يُعْرَضُونَ
عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا)
سورة غافر / 46، هذه النار: هي نار البرزخ التي يعذب فيها أرواح الكفار في الدنيا،
وهي برهوت واد في حضرموت من بلاد اليمن.
قصص
الأنبياء، الجزائري: 258، الفصل الخامس في أحوال مؤمن آل فرعون.