responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 68
على فعل شيء أو تركه، وهنا يُرفع التكليف([142]) عن الإنسان ــ النفس ــ فالله تعالى يقول:

(يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا) ([143]).

وفي هذه المرحلة، يقف الإنسان أمام مفترق طريقين، طريق السعادة وطريق الشقاء([144])، وعندها يتحدد الطريق الذي سيسلكه، فإما أن يتسلم بشارة السعادة، أو وعيد الشقاء([145])، يقول الله تعالى:

(وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو


[142] الكلفة: المشقة والتكليف: الأمر بما يشق عليك وتكلف الشيء: ما يفعله الإنسان بإظهار كلف مع مشقة تناله في تعاطيه وصارت الكلفة في التعارف اسماً للمشقة والتكلف: اسم لما يفعل بمشقة أو تصنع أو تشبع ولذلك صار التكلف على ضربين: محمود وهو ما يتحراه الإنسان ليتوصل به إلى ان يصير الفعل الذي يتعاطاه سهلاً عليه ويصير كلفاً به ومحباً له وبهذا النظر يستعمل التكليف في تكلف العبادات والثاني: مذموم وهو ما يتحراه الإنسان مراءة.

والتكاليف: المشاق الواحدة: تكلفة والتكليف: ما كان معرضاً للثواب والعقاب وهو في عرف المتكلمين: بعث من تجب طاعته على ما فيه مشقة ابتداء بشرط الإعلام.

القاموس الجامع، عبدالله الغديري: 2/ 575 ـــ 576، باب الكاف، كلف.

[143] سورة الأنعام / 158.

[144] عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام أنه قال: حقيقة السعادة أن يختم الرجل عمله بالسعادة وحقيقة الشقاء أن يختم المرء عمله بالشقاء.

الخصال، الشيخ الصدوق: 1/5، باب الواحد، حقيقة السعادة واحدة وحقيقة الشقاء واحدة/ح14.

[145] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ كُنْتُ بَيْنَ يَدَيْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام جَالِساً وَقَدْ سَأَلَهُ سَائِلٌ فَقَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ أَيْنَ لَحِقَ الشَّقَاءُ أَهْلَ الْمَعْصِيَةِ حَتَّى حَكَمَ اللَّهُ لَهُمْ فِي عِلْمِهِ بِالْعَذَابِ عَلَى عَمَلِهِمْ فَقَالَ أَبُو عَبْدِاللّهِ عليه السلام : أَيُّهَا السَّائِلُ حُكْمُ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ لا يَقُومُ لَهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ بِحَقِّهِ فَلَمَّا حَكَمَ بِذَلِكَ وَهَبَ لأَهْلِ مَحَبَّتِهِ الْقُوَّةَ عَلَى مَعْرِفَتِهِ وَوَضَعَ عَنْهُمْ ثِقْلَ الْعَمَلِ بِحَقِيقَةِ مَا هُمْ أَهْلُهُ ووَهَبَ لأَهْلِ الْمَعْصِيَةِ الْقُوَّةَ عَلَى مَعْصِيَتِهِمْ لِسَبْقِ عِلْمِهِ فِيهِمْ وَمَنَعَهُمْ إِطَاقَةَ الْقَبُولِ مِنْهُ فَوَافَقُوا مَا سَبَقَ لَهُمْ فِي عِلْمِهِ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَأْتُوا حَالا تُنْجِيهِمْ مِنْ عَذَابِهِ لأَنَّ عِلْمَهُ أَوْلَى بِحَقِيقَةِ التَّصْدِيقِ وَهُوَ مَعْنَى شَاءَ مَا شَاءَ وَهُوَ سِرُّهُ.

الكافي، الكليني:1/ 153، كتاب التوحيد، باب السعادة والشقاء / ح2.

نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست