فيقول
بأنه يكفي للإنسان أن يعرف أن الله هو المحيي والمميت([113])،
وأنه يتوفى الأنفس([114])،
على يد من يريد، سواء كانوا ملائكة أو غير الملائكة([115]).
وللوهلة الأولى يفهم السامع من عبارة ((غير الملائكة
الواردة في كلام الإمام عليه السلام أن الله سبحانه وتعالى يمكن أن يتوفى بعض
الأنفس أحياناً على يد غير الملائكة، وهذا يحمل علامات استفهام واستغراب.
فقد يكون المقصود بـ((غير الملائكة
هم بعض الأولياء المقربين الذين يتمتعون بمرتبة أعلى من الملائكة([116]).
وقد يكون المقصود بذلك، أولئك الذين يتوفاهم الله مباشرة دون وساطة الملائكة، هذا
مع أن خلفية هذين الاحتمالين واحدة.
لقد ورد في ((الكافي
رواية عن الإمام الباقر عليه السلام يقول فيها أن الإمام علي بن الحسين عليه
السلام كان يقول دائماً أن كلام الباري عز وجل:
[113] إشارة إلى قوله تعالى
من سورة آل عمران / 27. ونصها: (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ
وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ
وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).
[114] إشارة إلى قوله تعالى
من سورة الزمر/ 42. ونصها: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ
فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ
الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ).
[115] أنظر: التوحيد، الشيخ الصدوق:
268 ــ 269، باب 36 الرد على الثنوية والزنادقة / قطعة من الحديث رقم 5.
[116]
عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: (تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ) سورة الأنعام / 61، قال: الرسلتوفي الأنفس، ويذهب بها ملك الموت.
جامع البيان، ابن جرير الطبري: 7/ 283، تفسير سورة الأنعام / ح10386.
وعن قتادة في تفسير قوله تعالى: (تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا) سورة الأنعام / 61، قال: يلي قبضها الرسل، ثم يدفعونها
إلى ملك الموت.
جامع البيان، ابن جرير الطبري: 7 / 284، تفسير سورة الأنعام /ح10388.