responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 51
والقريبين منه، فكانوا على العكس من ذلك([79])... تعلو وجوههم علامات السكون والاطمئنان([80])، وكان الأصحاب يقولون: إنه لا يخاف أبداً، فيجيبهم الإمام الحسين عليه السلام :

أيها العظام، عليكم بالصبر، فما الموت إلا جسر ينقلكم من عالم الشدائد والمصاعب إلى الجنة الواسعة والنعم الدائمة.. إنه ينقلكم من السجن إلى قصر كبير، واعلموا أن الموت لأعدائكم ليس إلاّ جسراً ينقلهم من القصر إلى السجن والعذاب([81]).


[79] قال حميد بن مسلم: فو الله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا ولا أمضى جنانا منه عليه السلام ... الحديث.

الإرشاد، المفيد: 2 / 111، باب ذكر الإمام بعد الحسن بن علي عليهما السلام .

[80] اطمأن الرجل، واطمأن قلبه، واطمئنت نفسه: إذا سكن واستأنس.

كتاب العين، الفراهيدي: 7/ 442، مادة «طمن».

[81] معاني الأخبار، الشيخ الصدوق: 288 ـــ 289، باب معنى الموت / ح 3، وفيه النص: «قال علي بن الحسين عليهما السلام : لما اشتد الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم لأنهم كلما اشتد الأمر تغيرت ألوانهم وارتعدت فرائصهم ووجبت قلوبهم وكان الحسين عليه السلام وبعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم وتهدئ جوارحهم وتسكن نفوسهم فقال بعضهم لبعض: انظروا لا يبالي بالموت فقال لهم الحسين عليه السلام : صبرا بني الكرام فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر وما هو لأعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب إن أبي حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر والموت جسر هؤلاء إلى جناتهم وجسر هؤلاء إلى جحيمهم ما كذبت ولا كذبت».

سند الرواية التي أوردها العلامة الطباطبائي هو الآتي: حدثنا محمد بن القاسم المفسر الجرجاني رحمه الله ، قال :حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي الناصري، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين: وقد أوردنا فيما يلي ترجمة المفسر الجرجاني محمد بن القاسم، لبيان حال الرواية، وفيما جمعه السيد الخوئي قدس سره الكفاية في بيان ما أردنا بيانه.

محمد بن القاسم الاسترآبادي: من مشايخ الصدوق ــ قدس سره ــ، ذكره في المشيخة، وفي باب التلبية. الفقيه: الجزء 2، الحديث967.

وذكره مترضيا عليه في العيون: الجزء1،الباب 28،فيما جاء عن الامام علي بن موسى عليهما السلام من الاخبار المتفرقة، الحديث 19.

أقول: هذا هو محمد بن القاسم المفسر الاسترآبادي، الذي روى عنه الصدوق كثيرا، ففي بعض الموارد عبر عنه بمحمد بن القاسم الاسترآبادي كما تقدم، وفي بعض الموارد عبر عنه بمحمد بن القاسم المفسر. العيون الجزء 1، الباب 11، فيما جاء عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام ، في التوحيد، الحديث 36.

وقد يجمع بين الامرين فيعبر عنه بمحمد بن القاسم الاسترآبادي المفسر. العيون: الجزء 1، الباب 28، الحديث 30.

وقد يعبر عنه بمحمد بن القاسم المفسر، المعروف بأبي الحسن الجرجاني. العيون: الجزء1، الباب 26، فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار النادرة في فنون شتى، الحديث 4، وقد جمع بين الجميع، وقال: حدثنا محمد بن القاسم الاسترآبادي المعروف بأبي الحسن الجرجاني المفسر( رضي الله عنه ). المعاني: باب معنى الحروف المقطعة 16، الحديث 4. ووصفه بالخطيب، كما هو مذكور في أول التفسير المنسوب إلى الامام العسكري عليه السلام .

وقال ابن الغضائري: «محمد بن القاسم المفسر الاسترآبادي: روى عنه أبو جعفر بن بابويه، ضعيف كذاب، روى عنه تفسيرا يرويه عن رجلين مجهولين، أحدهما يعرف بيوسف بن محمد بن زياد، والآخر علي بن محمد بن يسار، عن أبيهما، عن أبي الحسن الثالث عليه السلام ، والتفسير موضوع عن سهل الديباجي، عن أبيه بأحاديث من هذه المناكير». (إنتهى).

وذكر العلامة مثل ذلك في (60) من الباب (1). من حرف الميم، من القسم الثاني، وقال: «محمد بن القاسم، وقيل: ابن أبي القاسم المفسر الاسترآبادي...» (إلى آخر ما ذكرناه).

بقي هنا أمور: الاول: ان محمد بن القاسم تكرر ذكره في رواية الصدوق ــ قدس سره ــ عنه في كتبه، وليس في شيء من هذه الموارد التعبير عنه بمحمد بن أبي القاسم، فلم يظهر وجه لما ذكره العلامة، وقيل: ابن أبي القاسم. الثاني: أن محمد بن القاسم هذا لم ينص على توثيقه أحد من المتقدمين، حتى الصدوق ــ قدس سره ــ الذي أكثر الرواية عنه بلا واسطة. وكذلك لم ينص على تضعيفه، إلا ما ينسب إلى ابن الغضائري، وقد عرفت غير مرة أن نسبة الكتاب إليه لم تثبت، وأما المتأخرون فقد ضعفه العلامة، والمحقق الداماد، وغيرهما، ووثقه جماعة آخرون على ما نسب إليهم، والصحيح أن الرجل مجهول الحال، لم تثبت وثاقته، ولا ضعفه، ورواية الصدوق عنه كثيرا لا تدل على وثاقته، ولا سيما إذا كانت الكثرة في غير كتاب الفقيه، فإنه لم يلتزم بأن لا يروي إلا عن ثقة، نعم لا يبعد دعوى أن الصدوق كان معتمدا عليه لروايته عنه في الفقيه، المؤيد بترضيه وترحمه عليه كثيرا، ولكن اعتماد الصدوق لا يكشف عن الوثاقة، ولعله كان من جهة أصالة العدالة، وعلى كل حال فالتفسير المنسوب إلى الامام العسكري عليه السلام بروايته لم يثبت، فإنه رواه عن رجلين مجهول حالهما، وقد أشرنا إلى ذلك في ترجمة علي بن محمد بن يسار.

الثالث: أن المذكور في كلام ابن الغضائري، والعلامة، أن التفسير رواه يوسف بن محمد بن زياد، وعلي بن محمد بن يسار (سيار)، عن أبيهما، عن أبي الحسن الثالث عليه السلام ، وفي هذا سهو من جهتين:

الاولى: أن الرجلين رويا هذا التفسير عن الامام عليه السلام ، بلا واسطة، لا بواسطة أبويهما، وإنما ذكر الصدوق أنهما كانا من الشيعة، عن أبويهما، كما تقدم في ترجمة علي بن محمد بن سيار، وصرح بذلك في أول التفسير المنسوب إلى الامام العسكري عليه السلام . نعم ورد في موارد رواية الصدوق، عن محمد بن القاسم الاسترآبادي، عن يوسف بن محمد بن زياد، وعلي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي الامام العسكري عليه السلام ، كما في الحديثين المتقدمين من الفقيه والمعاني، وكما في الحديث 1، من الباب 27، فيما جاء عن الرضا عليه السلام ، في هاروت وماروت من العيون: الجزء 1، وغير بعيد أن تكون كلمة عن أبويهما، في هذه الموارد من زيادة النساخ، أو أن جملة: وكان من الشيعة، ساقطة قبل كلمة: عن أبويهما.

الثانية: أنهما نسبا التفسير إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام ، مع أنه منسوب إلى أبي محمد العسكري عليه السلام .

الرابع: أن المذكور في كلام ابن الغضائري، والعلامة، أن التفسير موضوع عن سهل الديباجي، عن أبيه، بأحاديث من هذه المناكير، وهذه العبارة لا نعرف لها معنى محصلا، فإن سهلا لم يقع في سند هذا التفسير، وإنما رواه الصدوق ــ قدس سره ــ، عن محمد بن القاسم، عن يوسف بن محمد بن زياد، وعلي بن محمد بن سيار، عن الإمام العسكري عليه السلام ، وغير بعيد أن تكون في العبارة تحريف، أو سقط من النساخ.

معجم رجال الحديث، الخوئي: 18/ 161 ــ 164 / الرقم 11613 محمد بن القاسم الاسترآبادي.

راجع المقدمة والرسالة الرجالية في نهاية التفسير المنسوب للإمام العسكري عليه السلام طبعة مدرسة الإمام المهدي عليه السلام ــ الطبعة الأولى ــ سنة 1409 هـ ــ قم المقدسة. إذ ورد فيها تحليل وتفصيل مستند حول تفسير الإمام العسكري عليه السلام ورواته لم نذكره لعدم ارتباطه في بحثنا وتجنباً للإطالة.

ونكتفي بهذا القدر من الإيضاح للتوقف في الرواية؛ لعلة راويها دون احتمال الأصالة في العدالة، مع التواتر في جرحه على لسان جهابذة علماء الرجال.

نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست