وهي إشارة
صريحة إلى أن الموت هو يوم العودة إلى الله سبحانه وتعالى([70]).
وينقل
الشيخ الصدوق([71])
وآخرون([72])
رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يؤكد فيها أن الإنسان خلق للبقاء وليس
للفناء، وإنما الموت، انتقال من عالم إلى آخر([73]).
كما يروى
عن الإمام الصادق عليه السلام وصفه للإنسان بأنه خلق بشأنين: الدنيا والآخرة،
فجعل الله سبحانه وتعالى، حياة الإنسان على الأرض، بعدما أنزل هذه الحياة من
السماء إلى الأرض، وعندما يوجد الباري عز وجل الفراق بين هذين الشأنين، يحدث
الموت، وعند ذاك يعود شأن الآخرة إلى السماء. إذن فالحياة هي على الأرض، والموت في
السماء، ذلك أن الموت يعني الفصل بين الروح والجسد.
[70]
قال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ) سورة القيامة /30، المساق مصدر ميمي، بمعنى السوق،
والمراد بكون السوق يومئذ إليه تعالى انه الرجوع إليه.
فهو مسوق مسير من يوم موته، حتى يرد على ربه يوم القيامة.
الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي:20/ 113، تفسير سورة القيامة.
[71]
محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، يكنى أبا جعفر، كان جليلا حافظا
للأحاديث بصيرا بالرجال، ناقدا للأخبار، لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة
علمه، له نحو من ثلاثمائة مصنف.
الفهرست، الطوسي:156 ـــ 157، باب الميم/ الرقم 695 محمد بن علي بن
الحسين.
[72]
ذكر المعنى الشيخ الصدوق في المعاني، والشيخ المفيد في الإرشاد والشيخ الطوسي في
أماليه.
[73]
قد أورد مضمون الحديث الشيخ الصدوق كما أشار إلى ذلك المؤلف في معاني الأخبار.
أنظر: معاني الأخبار، الشيخ الصدوق :288 ــ 289، باب معنى الموت / ح3.
الإرشاد، الشيخ المفيد :1 / 238، باب طرف من أخبار أمير المؤمنين عليه السلام
وفضائله. الأمالي، الطوسي: 216، المجلس الثامن/ ح29.