العودة هي الخروج من النشأة الأولى (الدنيا)([65])،
ودخول النشأة الأخرى (الآخرة)([66])،
إنه الموت الذي يصفه الباري عز وجل، وليس الذي يعني التوقف عن الحركة والإحساس،
وزوال الحياة الظاهرية.
إذ وصف الموت بـ((الحق([68]) في إشارة إلى الأجل الثابت الذي هو حق إلهي.
وكذلك يقول:
(كَلَّا
إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ) إلى
أن يقول: (وَالْتَفَّتِ
السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ
[65]
قال الشوكاني: النشأة الأولى: هي إخراج لهذه المخلوقات من العدم إلى الوجود
ابتداعا واختراعا.
فتح القدير، الشوكاني:3 / 343، تفسير سورة مريم.
عن قتادة في قوله: (عَلِمْتُمُ
النَّشْأَةَ الْأُولَى) سورة الواقعة/ 62، قال: هو خلق آدم.
تفسير القرآن، الصنعاني:3/ 272، تفسير سورة الواقعة.
أنشأه الله: خلقه.
أنشأ الله الخلق، أي: ابتدأ خلقهم.
لسان العرب، ابن منظور: 1/ 170، مادة «نشأ».
[66]
قال الطبرسي في قوله تعالى: (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى) سورة
النجم / 47، أي: الخلق الثاني للبعث يوم القيامة، يعني عليه أن يبعث الناس أحياء
للجزاء.
مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: 9/ 304، تفسير سورة النجم.
قال القرطبي في قوله تعالى: (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى)
سورة النجم / 47، أي: إعادة الأرواح في الأشباح للبعث.
تفسير القرطبي، القرطبي: 17/ 118، تفسير سورة النجم.
قال ابن منظور: (وَأَنَّ
عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى) سورة النجم/ 47، أي: البعثة.
[68]
في المجمع: في تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ) سورة
ق/19، قيل، معناه: جاءت سكرة الموت بالحق الذي هو الموت.
مجمع البيان، الطبرسي:9/ 240، تفسير سورة ق.
قال القرطبي: في تفسير قوله تعالى:(وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ) سورة ق / 19، قيل: الحق هو
الموت، سمي حقاً إما لإستحقاقه وإما لإنتقاله إلى دار الحق.