responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 44
ثم نقرأ في آية كريمة أخرى: (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ) ([57])، أي أن الذي عنده، خالد وثابت لا يتأثر بعوامل الدهر وظروف الزمان([58]).

يقول الله تعالى:

(إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) ([59]).

فهو يخبرنا أنه حدد أجلاً لزينة الأرض، وأن هذا الأجل، إنما هو بأمره، وكذا الحال بالنسبة للحياة الدنيا، أي أن الأجل الدنيوي إنما هو محدد بأمر الله.

إذن، فإن الأجل نوعان، أو على الأقل نوع واحد له وجهان: الأجل الزماني الدنيوي، والأمر الإلهي([60])، وهما ما تشير إليهما الآية:


[57] سورة النحل / 96.

[58] قال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ) سورة النحل / 96، إن ما عنده ثابت لا يزول ولا يتغير عما هو عليه، فهذه الخزائن كائنة ما كانت أمور ثابتة غير زائلة ولا متغيرة.

الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 12/ 145، تفسير سورة الحجر.

[59] سورة يونس / 24.

[60] عن قتادة والحسن في تفسير قوله تعالى: (قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) سورة الأنعام / 2، قضى أجل الدنيا من يوم خلقك إلى أن تموت، وأجل مسمى عنده: يوم القيامة.

تفسير القرآن، الصنعاني: 2 / 203، تفسير سورة الأنعام.

عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) سورة الأنعام / 2، يعني: أجل الموت. والأجل المسمى: أجل الساعة، الوقوف عند الله.

جامع البيان، ابن جرير: 7/ 196، تفسير سورة الأنعام / ح 10177.

نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست