responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 199
عليه([832])، فإن باقي الآية يأتي:

(وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ)([833]) أي أنكم لم تستطيعوا إخفاء ذنوبكم التي ارتكبتموها بجوارحكم([834])، لا لأنكم لم تحسبوا للجوارح حسابها، ولم تحذروا شهادتها، بل لأنكم اعتقدتم أن الأشياء مستقلة عن الله تعالى، وأن الله غير مطلع عليها. بينما الحقيقة هي أن أعضاء الإنسان وجوارحه، هي كمين([835]) إلهي، وأداة لمراقبة العباد. وأن اعتقادكم الخاطئ جعلكم تتصورون أن الله غافل عن كثير مما تعملون هذا الخطأ، هو الغفلة بعينها، عن حقيقة أن الله عالم بكل شيء، وشاهد على كل ما يفعل الإنسان([836]) (وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ


[832] قال الطوسي في تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) سورة فصلت / 21، إخبار منه تعالى وخطاب لخلقه بأنه الذي خلقهم في الابتداء (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) سورة فصلت / 21، في الآخرة إلى حيث لا يملك احد النهي والأمر سواه.

تفسير التبيان، الطوسي: 9/ 118، تفسير سورة فصلت.

قال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) سورة فصلت/21، إن وجودكم يبتدئ منه تعالى وينتهي إليه تعالى فعندما تظهرون من كتم العدم ــ وهو خلقكم أول مرة ــ يعطيكم الوجود ويملككم الصفات والأفعال فتنسب إليكم ثم ترجعون وتنتهون اليه.

الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي:17/ 380، تفسير سورة فصلت.

[833] سورة فصلت / 22.

[834] أنظر: بحار الأنوار، المجلسي: 7/ 310، كتاب العدل والمعاد، باب 16 تطاير الكتب.

[835] كمن له يكمن كمونا وكمن: استخفى.

كل شيء استتر بشيء فقد كمن فيه كمونا.

لسان العرب، ابن منظور:13/ 359، مادة «كمن».

[836] قال الطوسي في تفسير قوله تعالى: (وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ) سورة فصلت/22. وصف لهؤلاء الكفار بأنهم ظنوا انه تعالى يخفى عليه أسرارهم ولا يعلمها.

تفسير التبيان، الطوسي: 9 / 119، تفسير سورة فصلت.

قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ)سورة فصلت /22 ــ 23، أي: هذا الظن الفاسد وهو اعتقادكم أن اللّه تعالى لا يعلم كثيرا مما تعملون هو الذي أتلفكم وأرداكم عند ربكم (فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)سورة فصلت / 23، أي: في مواقف القيامة خسرتم أنفسكم وأهليكم.

تفسير القرآن العظيم، ابن كثير: ‌4/ 104، تفسير سورة فصلت.

قال عبد الكريم الخطيب في تفسير قوله تعالى: (وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) سورة فصلت / 23، أي: هذا الظن الذي ظننتموه بربكم من أنه قد يعلم ما تبدون، ولا يعلم ما تكتمون، هذا الظنّ هو الذي أفسد عليكم معتقدكم فى ربّكم، فلم تروه سبحانه إلا على ما ترون به بعض أصحاب الجاه والسلطان، ممن لهم جنود وعيون، يرون القليل، ولا يرون الكثير، فكان إيمانكم باللّه هو هذا الإيمان الفاتر الفاسد.

التفسير القرآني للقرآن، عبد الكريم الخطيب: 12 / 1307 ــ 1308، تفسير سورة فصلت.

قال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ) سورة فصلت / 22، وفي قوله: (وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ) سورة فصلت / 22. المعنى وما كنتم تستخفون في الدنيا عند المعاصي من شهادة أعضائكم التي تستعملونها في معصية الله ولم يكن ذلك لظنكم أنها لا إدراك فيها لعملكم بل لظنكم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون، أي: لم تستهينوا عند المعصية بشهادة أعضائكم وإنما استهنتم بشهادتنا.

الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 17 / 383، تفسير سورة فصلت.

نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست