وهكذا فإن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون شاهداً على الأنبياء، والله تعالى
يخاطبه بالقول (فَكَيْفَ إِذَا
جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا)([812])([813]).
ينقل العياشي في تفسيره، حديثاً عن أمير المؤمنين عليه
السلام يصف فيه يوم القيامة، فيقول إن جميع الخلائق يجمعون في مكان واحد، ليجرى
سؤالهم عن أعمالهم، لن يستطيع أحد الكلام إلا من يأذن له الله تعالى ليقول صواباً([814])،
ثم يبعث الله الأنبياء ليسألهم أيضاً، وهذا هو معنى الآية (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ
بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا) ([815]).
إذن فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الشاهد على
الشهداء، وهؤلاء هم الأنبياء([816]).
وقد أسلفنا الحديث، عن إنكار الأمم، لرسالات الأنبياء([817]).
وهناك مجموعة أخرى من الشهداء، هي الملائكة([818])
الذين يسجلون الأعمال، والله تعالى يقول:
[816]
أنظر: تفسير العياشي، العياشي:1/ 242، تفسير سورة النساء / ح 132.
[817]
أنظر: الفصل الثامن من كتابنا هذا الذي بين أيدينا، بحث صحيفة الأعمال.
[818]
قال الطبرسي في تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ) سورة ق
/ 21، شهيد من الملائكة يشهد عليها بما يعلم من حالها، وشاهده منها وكتبه عليها.