وبما أن دعاء إبراهيم، هو بحق إسماعيل وأبنائه، وعموماً
أهل مكة، فإنما يشمل بالنهاية، قريش، لكن سياق ومضمون الدعاء يدل على أن المقصود
ليس قريش كلها. بل مجموعة خاصة، هي تلك التي تتمتع بالطهارة والهداية والوفاء
بالعهد الإلهي، وباقي العهود، والإيمان بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وما ورد في الآية الشريفة السالفة الذكر([787])،
هو ذلك التفسير الوارد في الأخبار المنقولة عن أهل البيت عليهم السلام .
ففي الكافي وتفسير العياشي ورد عن
الإمام الباقر عليه السلام أن أهل البيت هم أمة وسط، وهم شهداء الله على العباد
وحججه في الأرض والسماء([788]).
الكافي، الكليني: 1/ 191، كتاب الحجة، باب في أن الأئمة شهداء الله عز وجل
على خلقه/ح4.
عن بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر عليه السلام قال، قلت له: (وَكَذَلِكَ
جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ
الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)
سورة البقرة /143. قال: نحن الأمة الوسطى ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في
أرضه.
تفسير العياشي، العياشي: 1/ 62، تفسير سورة البقرة / ح 110.