responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 164
يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)([654]).

يبين الله تعالى في هاتين الآيتين، أن ((طائر الإنسان، هو عمله الذي قام به في حياته([655])، وهو مثبت وملازم للإنسان، ولذلك يعبّر عنه القرآن الكريم بـ((في عنقه([656]). فجميع أعمال الإنسان، سواء السيئ منها أو الحسن، يجري تسجيلها، دون أن يشعر بذلك في الدنيا، ذلك أن حواس الإنسان([657]) تحس بما هو ظاهر ومكشوف من الأحداث والحركات والأعمال، أما باطن الأمور، فيدركها من خلال الآثار والعلامات الدالة عليها([658]).


[654] سورة الإسراء / 13 ـــ 14.

[655] في التبيان: قال ابن عباس، ومجاهد وقتادة في معنى «طائره» ، عمله من خير أو شر.

التبيان، الطوسي: 6 / 455، تفسير سورة الإسراء.

في المجمع: قيل عن الحسن، طائره: يمنه وشؤمه، وهو ما يتطير منه.

تفسير مجمع البيان، الطبرسي: 6 / 230، تفسير سورة الإسراء.

[656] سورة الإسراء / 13.

[657] قال الراغب الأصفهاني في الحاسة: القوة التي بها تدرك الأعراض الحسية، والحواس المشاعر الخمس.

مفردات غريب القرآن، الراغب الأصفهاني: 116، كتاب الحاء وما يتصل بها، مادة «حس».

قال الطريحي: الحواس: جمع حاسة كدواب جمع دابة، وهي المشاعر الخمس: السمع، والبصر، والشم، والذوق، واللمس. وهذه الحواس الظاهرة.

أما الحواس الباطنة فهي: الخيال، والوهم، والحس المشترك والحافظة، والمتصرفة.

مجمع البحرين، الطريحي: 1 / 511، باب الحاء، مادة «حسس».

[658] عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ الأَشْيَاءُ كُلُّهَا لا تُدْرَكُ إِلا بِأَمْرَيْنِ بِالْحَوَاسِّ وَالْقَلْبِ، وَالْحَوَاسُّ إِدْرَاكُهَا عَلَى ثَلاثَةِ مَعَانٍ، إِدْرَاكاً بِالْمُدَاخَلَةِ وَإِدْرَاكاً بِالْمُمَاسَّةِ وَإِدْرَاكاً بِلامُدَاخَلَةٍ وَلا مُمَاسَّةٍ، فَأَمَّا الإِدْرَاكُ الَّذِي بِالْمُدَاخَلَةِ فَالأَصْوَاتُ وَالْمَشَامُّ وَالطُّعُومُ وَأَمَّا الإِدْرَاكُ بِالْمُمَاسَّةِ فَمَعْرِفَةُ الأَشْكَالِ مِنَ التَّرْبِيعِ وَالتَّثْلِيثِ وَمَعْرِفَةُ اللَّيِّنِ وَالْخَشِنِ وَالْحَرِّ وَالْبَرْدِ، وَأَمَّا الإِدْرَاكُ بِلا مُمَاسَّةٍ وَلا مُدَاخَلَةٍ فَالْبَصَرُ فَإِنَّهُ يُدْرِكُ الأَشْيَاءَ بِلا مُمَاسَّةٍ وَلا مُدَاخَلَةٍ فِي حَيِّزِ غَيْرِهِ وَلا فِي حَيِّزِهِ وَإِدْرَاكُ الْبَصَرِ لَهُ سَبِيلٌ وَسَبَبٌ فَسَبِيلُهُ الْهَوَاءُ وَسَبَبُهُ الضِّيَاءُ فَإِذَا كَانَ السَّبِيلُ مُتَّصِلا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَرْئِيِّ وَالسَّبَبُ قَائِمٌ أَدْرَكَ مَا يُلاقِي مِنَ الأَلْوَانِ وَالأَشْخَاصِ فَإِذَا حُمِلَ الْبَصَرُ عَلَى مَا لا سَبِيلَ لَهُ فِيهِ رَجَعَ رَاجِعاً فَحَكَى مَا وَرَاءَهُ كَالنَّاظِرِ فِي الْمِرْآةِ لا يَنْفُذُ بَصَرُهُ فِي الْمِرْآةِ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ سَبِيلٌ رَجَعَ رَاجِعاً يَحْكِي مَا وَرَاءَهُ وَكَذَلِكَ النَّاظِرُ فِي الْمَاءِ الصَّافِي يَرْجِعُ رَاجِعاً فَيَحْكِي مَا وَرَاءَهُ إِذْ لا سَبِيلَ لَهُ فِي إِنْفَاذِ بَصَرِهِ فَأَمَّا الْقَلْبُ فَإِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الْهَوَاءِ فَهُوَ يُدْرِكُ جَمِيعَ مَا فِي الْهَوَاءِ وَيَتَوَهَّمُهُ فَإِذَا حُمِلَ الْقَلْبُ عَلَى مَا لَيْسَ فِي الْهَوَاءِ مَوْجُوداً رَجَعَ رَاجِعاً فَحَكَى مَا فِي الْهَوَاءِ فَلا يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَحْمِلَ قَلْبَهُ عَلَى مَا لَيْسَ مَوْجُوداً فِي الْهَوَاءِ مِنْ أَمْرِ التَّوْحِيدِ جَلَّ اللَّهُ وعَزَّ فَإِنَّهُ إِنْ فَعَلَ ذَلِكَ لَمْ يَتَوَهَّمْ إِلا مَا فِي الْهَوَاءِ مَوْجُودٌ كَمَا قُلْنَا فِي أَمْرِ الْبَصَرِ تَعَالَى اللَّهُ أَنْ يُشْبِهَهُ خَلْقُهُ.

الكافي، الكليني: 1/ 99 ــ 100، كتاب التوحيد / ح 12.

نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست