الموت، لفظة تطلق على خروج
الروح من البدن، بينما حكم النفخ، يشمل كل الموجودات في السموات والأرض، بما في
ذلك الملائكة والأرواح([356])،
وفي قوله تعالى:
(لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا
الْمَوْتَةَ الْأُولَى) ([357]) الذي
يصف فيه أصل الجنة، إشارة إلى هذا الأمر. وفي مكان آخر وصف الباري عز وجل الصعقة
بـ((الموت، وذلك في الآية الكريمة:
(رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ
وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ
مِنْ سَبِيلٍ) ([358]) مع
التأكيد بأن ((مرتين لا يقصد منها التكرار.
يقول الله
سبحانه وتعالى:
(وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ
يُبْعَثُونَ) ([359])، وهذا
يعني أن حكم البرزخ يشمل الجميع، وبناء على هذا، فإن المقصود بـ((من في الأرض([360]) الذين يشملهم ((الفزع([361]) و((الصعقة([362])، ليس الذين هم على قيد الحياة على الأرض([363])
بل المقصود به أولئك الذين قال الله تعالى عنهم
[356]
قال الطوسي في تفسير قوله تعالى: (فَصَعِقَ
مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) سورة الزمر/68، قيل معناه: يموت من شدة تلك الصيحة
التي تخرج من الصور جميع من في السموات والأرض.
[362]
صعق الرجل كسمع صعقا بالفتح، ويحرك وصعقة وتصعاقا بفتحهما، فهو صعق ككتف: إذا
غشى عليه وذهب عقله من صوت يسمعه.
تاج العروس، الزبيدي: 6/408.
[363]
قال الطباطبائي في تفسير قوله
تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ
فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ)
سورة الزمر/ 68، أنه يصعق فيه جميع من في الدنيا من الأحياء ومن في البرزخ من
الأموات وهؤلاء وإن لم يكونوا في الدنيا ففي البرزخ.
الميزان في
تفسير القرآن، الطباطبائي: 19/ 23، تفسير سورة الطور.