ولامناص([351])
من اتخاذ معناها الحقيقي المعروف. كما أن الباري عز وجل عبر عنها أحياناً بـ((النداء([352])، وهو ما لا يكون بدون معنى محدد([353]).
وحيث أن
الباري عز وجل يتحدث عن سماع الناس للصيحة، وبما أن ((السماع
يقوم به الأحياء فقط. وأن الله يخبرنا عن صعق([354])
هؤلاء، فإننا ندرك أن المقصود بحياة هؤلاء هي مجرد سماع الصيحة، ولما كان من غير
المنطقي القول بسماع الصيحة التي تبعث فيهم الحياة، بعد القول أنهم أحياء، إذن،
فإن المقصود هو أن الصيحة أو النفخة ليست أكثر من كلمة إلهية تميت الناس ثم
تحييهم، فالله تعالى يقول:
وعلى هذا
فإن النفختين المذكورتين، هما كلمتان إلهيتان، الأولى تميت، والثانية تحيي. والأمر
الجدير بالملاحظة هو أن الباري عز وجل عبر عن الإماتة بكلمة ((صعق
وليس ((الموت، ربما لأن
[353]
قال الطباطبائي في تفسير قوله
تعالى:( يَوْمَ يُنَادِ
الْمُنَادِ) سورة ق /41، هو
نداء البعث وكلمة الحياة.
الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 18/ 360 ــ 361، تفسير سورة ق.
قال الشوكاني: وفي تفسير قوله تعالى:(وَاسْتَمِعْ
يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ)
سورة ق/41، قيل: استمع النداء أو الصوت أو الصيحة: وهي صيحة القيامة، أعني النفخة
الثانية في الصور من إسرافيل.