[335]
عن ثوير بن أبي فاختة عن علي بن
الحسين عليه السلام قال: سئل عن النفختين كم بينهما قال: ما شاء الله، فقيل له:
فأخبرني يا ابن رسول الله كيف ينفخ فيه، فقال: أما النفخة الأولى فإن الله يأمر
إسرافيل فيهبط إلى الأرض ومعه صور وللصور رأس واحد وطرفان وبين طرف كل رأس منهما
ما بين السماء والأرض قال فإذا رأت الملائكة إسرافيل وقد هبط إلى الدنيا ومعه
الصور قالوا قد أذن الله في موت أهل الأرض وفي موت أهل السماء، قال فيهبط إسرافيل
بحظيرة بيت المقدس ويستقبل الكعبة فإذا رأوه أهل الأرض قالوا قد أذن الله في موت
أهل الأرض، قال: فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي أهل الأرض فلا يبقى
في الأرض ذو روح إلا صعق ومات، ويخرج الصوت من الطرف الذي يلي أهل السماوات فلا
يبقى في السماوات ذو روح إلا صعق ومات إلا إسرافيل فيمكثون في ذلك ما شاء الله،
قال: فيقول الله لإسرافيل يا إسرافيل مت فيموت إسرافيل فيمكثون في ذلك ما شاء الله
ثم يأمر الله السماوات فتمور ويأمر الجبال فتسير وهو قوله: (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9)
وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا)
سورة الطور/ 9ــ10، يعني تبسط وتبدل الأرض غير الأرض، يعني بأرض لم تكسب عليها
الذنوب، بارزة ليس عليها جبال ولا نبات كما دحاها أول مرة، ويعيد عرشه على الماء
كما كان أول مرة مستقلا بعظمته وقدرته، قال: فعند ذلك ينادي الجبار جل جلاله بصوت
من قبله جهوري يسمع أقطار السماوات والأرضين (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) سورة غافر/ 16، فلا يجيبه مجيب فعند ذلك يقول الجبار
مجيبا لنفسه (لِلَّهِ
الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) سورة
غافر/ 16، وأنا قهرت الخلائق كلهم وأمتهم إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا
شريك لي ولا وزير لي وأنا خلقت خلقي بيدي وأنا أمتهم بمشيتي وأنا أحييهم بقدرتي،
قال: فينفخ الجبار نفخة في الصور فيخرج الصوت من أحد الطرفين الذي يلي السماوات
فلا يبقى في السماوات أحد إلا حيي وقام كما كان ويعود حملة العرش وتحضر الجنة
والنار وتحشر الخلائق للحساب، قال: فرأيت علي بن الحسين عليهما السلام يبكي عند
ذلك بكاء شديدا.
تفسير
القمي، القمي:2/ 252 ــ 253، تفسير سورة الزمر، كيفية نفخ الصور.