ويلتقي معه السيد محمد باقر الصدر
بقوله: «إن القواعد الشعبية للإمامة الشيعية
كانت على اتصال بالإمام في
كل عصر، والتفاعل معه والرجوع
إليه في حل المشاكل المتنوعة. فإذا غاب الإمام عن شيعته فجأة، وشعروا بالانقطاع
عن قيادتهم الروحية والفكرية سببت هذه الغيبة
المفاجأة الإحساس بفراغ دفعي هائل، قد يعصف بالكيان كله
ويشتت شمله. فكان لا بد من تمهيد لهذه الغيبة، لكي تألفها هذه القواعد بالتدريج، وتكيّف نفسها
شيئاً فشيئاً على أساسها»([57]).
الاعتبار
الثاني: علم الله سبحانه وكذلك المعصوم عليهم السلام
بأن دولة الظالمين في تلك المرحلة لم تكن لتشكل خطراً عظيما وكبيرا بحيث يستدعي
الغيبة التامة والاحتجاب الكامل.
سبب
تنصيب السفراء والنواب الأربعة عليهم الرحمة
وكان مقتضى تلك المرحلة يستدعي من الإمام
الحجة عليه السلام أن يضع لشيعته وأوليائه خلال فترة غيبته الصغرى
[56]
تاريخ الغيبة الكبرى: ج2، ص32، ط: دار
التعارف.