responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : صباح عباس عنوز    جلد : 1  صفحه : 4

إضاءة

كثُرت الكتابات حول الصورة الفنية وأنواعها، وتابع الدارسون فروعها، ومثلوا لها، وقد استوقفتني فكرة الصورة الحسية وهيمنتها في الشعر الحسيني وقادني هذا الأمر إلى تتبع سمات الشعر الحسيني، فوجدته قد تشبّع بالأنفعال الوجداني، وتلّون بعبق الاحاسيس الروحية، وربما أضفت هاتان الخصلتان صبغة الحياة للقصيدة الحسينية فظلت خالدة في كلِّ الأزمنة؛ لأن الوجدان الإنساني هو واحد منذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم، فكانت الصورة الحسية الحسينية غائرة في القدم منذ استشهاد الامام الحسين (عليه السلام)، وتفجّع الضمير الإنساني، ونموالندب الروحي الذي حل بعد ذلك الى يومنا هذا.

ورأيتُ الانفعال الوجداني يتنامى في هذ النوع من الشعر الحسيني، ويكبرُ معه الخيال الحسي كلما لامست القصيدة اجواء واقعةالطف، وهذه مفارقة عجيبة يفقهها الشعراء والنقاد، فكلما أوغلت القصيدة الحسينية في الوجدان الإنساني يعني ذلك انها أكتسبت بحسيّتها فنية عالية، تأخذ ذهن المتلقي إلى واقعٍ انفعالي تسهم الاضاءات الروحية في تمويله، وتُجبره على الانصات إليه. ووجدتُ الشعر لسان التاريخ هنا، وأداته التصويرية، وصوت الصحو الإنساني المتدفق عبر الوعي الجمعي، إذ لا تصده حدود الزمن ولا تعاقب المحن، فبقيت الصورة الحسية دالةً وعلامة وسيمياء واحدة لعصور متكررة.

فالصورة الحسية الحسينية لبست ثوب الشعرية، وعبّرت بفم الحقيقية عن قضية الحسين (عليه السلام) ومعانيها السامية، فكان تاثيرها يخترق الاعماق الإنسانية عبر الأزمنة فيمس الوجدان المنصف، وكانت دلالاتها محسوسة ومعبرة، فانجذب المتلقي إليها وتفاعل معها، لانها الصوت المرئي والمحسوس المنبثق من وجع الضمير المتفرع الى صحو الوعي الجمعي, ولانها الاداة التصويرية الاقرب الى الاحساس التي ظلت خالدة في اليقين المعرفي, لذا رأيت من الواجب العلمي ان اسلط الضوء النقدي على الصورة الحسية, مبيّنا أثرها في السامع, راصدا أنواعها في الاداء, منقبا عن اسباب صيرورتها, منبّها عن تحولاتها الدلالية, ومراعاتها مقتضى حال المخاطب والحدث التاريخي معا، وقد جعلت بعضا من قصائد الشعراء ميدانا للتطبيق، بغض النظر عن طبقاتهم وعصورهم لأنني لا استيطع أن أغطي كل الاسماء، ولكن مايهمني هو إثبات هيمنة الصورة الحسية في الشعر الحسيني، واظهار ملامحها الخاصة بها، فسلطت الضوء على نشأتها، ومميزاتها، وبواعث انبثاقها، ثم درست وظائفها

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : صباح عباس عنوز    جلد : 1  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست