responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : صباح عباس عنوز    جلد : 1  صفحه : 26
دورا مهما في ايصال الاثر الايقاعي الى السامع، فضلا عن ان علاقتها تكون متوافقة بين حال المنشئ النفسية والموضوع، واصبحت مقياسا للاهتمام بالشعر، اذ تسهم في اظهار الدفقة الشعورية وهي تتكئ على الصورة الحاملة لمعناها، وبذلك تصبح العلاقة وطيدة بين القافية والصورة لأن القافية تظهر بموسيقاها التعبيرية اثار الانفعال لدى السامع، فتتعاون الصورة الحسية مع ايقاع البيت كاملا ومنه وقع القافية في نفس السامع على ايصال فحوى النص الشعري، وفي الابيات التي سبقت استعمل الشاعر البحر الكامل المقطوع المنتهي بـ(متفاعلْ)، وقد توطن تفعيلاته زحاف الاضمار (متْفاعلن)، فضلا عن علة القطع سابقا ولهذه الامور العروضية علاقة بانفعال النفس الذي ينعكس على المضمون والشكل معا، فكانت الصور الحسية باصطحاب هذا الايقاع الذي خلفه الروي بقافية المتدارك (بو/0)مدعاة الى جذب المتلقي وغزو شعوره من جانبين:

الاول: الصور الحسية التي عكست حزن الشاعر حيث كانت دموعه مُنهَمَر السحاب الوجداني، وذوبان المهجة بسبب وقفته على اطلال ال البيت (عليهم السلام)، التي ذهب الشاعر اليها عبر زمنه النفسي وهو يغوص في التاريخ متذكرا ال البيت عليهم السلام في تلك الواقعة، فجاءت الصور الحسية (ذاب الجماد لها وشاب غراب) وهي لونية معبرة عن عمق حزن الشاعر، ثم أردفها بصورة حسية اخرى بصرية (كستها الذاريات ملابسا) و(لهن من حلل البلى جلباب)، ومن ثم كانت الصورة الحسية السمعية (بالسنة الرماح خطاب) حاملةً للدلالة الايحائية التي رامها الشاعر.

اما الثاني: فكان الصوت هو مستودع الحزن والاسى، اذ ساعدت العلل والزحافات التي اعترته على منحه وحدة ايقاع صوتية، فهناك ارتباط وثيق بين الصورة الحسية بوصفهاالة المعنى وبين المعنى والصوت من جهة اخرى، وما الاخير الا نتاج المعنى؛لان المعنى هو الذي يرسل نغمة الصوت الى المتلقي، وهو مضمون الصورة في ان واحد.

رابعاً: حسيتها تقود إلى التأويل عن طريق التداعي والتذكر وربط الاسباب بالمسببات

وبسبب نمو الوجدان اليقيني في اثناء كتابة النص وحضور الوعي بقوة، فأن الوظيفة الشعرية تصل إلى أعلى طاقتها في الصورة الحسية الحسينية، ومن جانب آخر تشعر باختفاء الشعراء وراء نصوصهم خوفاً من السلطات المتعاقبة التي منعت ذكر الحسين (عليه السلام). فأصبح الرمز والتأويل طريقين موصلين إلى قصدية الشاعر اذ يقول([71]):


[71] ديواني، صالح الظالمي: 199- 200.

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : صباح عباس عنوز    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست