responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : صباح عباس عنوز    جلد : 1  صفحه : 25
الجمل فضلا عن بنائها العروضي([66])،فعملية اختيار الاداء البياني الذي هو المهاد الذي تتأسس عليه الصورة والتنسيق بأختيار البحر يسهمان في تكوين دفقة شعورية تلجىء الشاعر الى التحكم في التنغيم([67]).

وعلى وفق ذلك تكون العلاقة وطيدة بين الايقاع المنتخب والصورة الحسية الحاملة له، لان كليهما ينبعان من الوجدان اليقيني ويؤسسان لوحدة متكاملة بين اختيار الايقاع واختيار الصورة الحسية وصولا الى منح قصدية النص الشعري هويته، وقد كان للمنبر الحسيني دوره الفاعل في مد جسور العلاقة بين الصورة الحسية والصوت، فالخطيب من جهة يعول على انتقاء الصور الحسية التي تتناغم مع عواطف السامع لايصالها اليه والتفاعل معها، ومن جهة اخرى فانه يختار بحرا شعريا قادرا على ايصال لواعجه هو الاخر الى المتلقي، كي يؤثر فيه فيكون الاختيار مقصودا,لذلك تظهر العلاقة وطيدة بين الصورة المنتقاة والصوت الذي يمده الخطيب سيما اذا كان الامر يتعلق بالاوزان التي تختار لاستيعاب الحزن؛ لان من اتبع اعاريض كلام الشعراء في جميع الاعاريض وجد الكلام الواقع فيها تختلف انماطه بحسب اختلاف مجاريها من الاوزان([68]) ، فهناك علاقة وطيدة بين الباعث الصوتي والصورة الحسية الحسينية؛ فاذا كانت هناك مطابقة خفية بين الصوت والمعنى([69]) ، فان القصيدة الحسينية مثلما تؤثر في اثارة حواس السامع بالصورة الحسية، فانها تشده اليها على وفق اختيار شاعرها للتنغيم لحزين الذي يفرض هيمنة الصوت الممتلئ بظاهرة الشجن في هذا النوع من الشعر، فتتقوى بذلك دلالة الكلام تأملْ قول الشاعر([70]):

مهج بنيران الفراق تذوب


[66] اثر البواعث في تكوين الدلالة البيانية، د- صباح عباس عنوز: 220.

[67] المصدر نفسه: 225

[68] منهاج البلغاء، 268.

[69] دور الكلمة في اللغة، 81.

[70] ديوان السيد موسى الطالقاني، 48.

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : صباح عباس عنوز    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست