ومن خلال
ملاحظتنا للآيات السابقة نجد أن جميعها جاءت بمعنى الاستقامة والاستواء والعدل
والاحسان والحق، وقد أرتبطت في جميع الآيات بالدين.
أن مفهوم
القيمه لم تكن معروفة بهذه التسمية عند السلف الصالح، فأستعمال هذا المصطلح قد درج
على السنة المفكرين في العصر الحديث، بعد أن ترجموه الى اللغة الانكليزية.([180]) فقد أهتم علماء المسلمين بموضوع القيم
وبحثها على أنها أحكام شرعية تحت مصطلح الفضائل والاخلاق والآداب، ولا يخلو كتاب
حديث أو فقه أو تفسير من الاشارة الى هذا الموضوع، بل كتبت مؤلفات كثيرة بهذا
الخصوص منها على سبيل المثال كتاب تهذيب الاخلاق وتطهير الاعراق لأبن مسكويه وكتاب
الأخلاق لمحي الدين بن عربي وتسع رسائل في الحكمة والطبيعيات لأبن سينا وكتاب شعب
الايمان للبيهقي وكتاب أحياء علوم الدين للإمام الغزالي، وقد خصص بعضهم لذلك
أبواباً خاصة كما فعل الإمام البخاري في صحيحه اذ جعل للقيم باباً خاصاً تحت عنوان
كتاب (الآداب). وقد أورد علماء المسلمين تقسيمات وتفصيلات عديدة لهذه القيم فقد
ذكر أبن سينا أن أصول الفضائل: العفة، والشجاعة، والحكمة والعدالة. ([181])في حين ذكر أبن حزم ان أصول الفضائل كلها أربعة،