نام کتاب : القيم التربوية في فكر الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : حاتم جاسم عزيز السعدي جلد : 1 صفحه : 137
2- قيمة الصدق
جاءت هذه
القيمة بالترتيب الثاني بحصولها على (94) تكرار نسبة مئوية قدرها (15. 43) والصدق
لغة هو مطابقة القول الضمير والمخبر عنه معاً([335])، والمطابقة تعني توافق ما لدى الإنسان - من
قول أو فكر أو قصد أو عمل- مع الواقع الخارجي، فالصدق يرتبط إذن بمفهوم الانسجام
والعلاقة الصحيحة بالله عز وجل، وبالنفس، وبالآخرين، واصطلاحاً: هو استواء السر
والعلانية والظاهر والباطن، والصدق عموم مطلق، إذ كل صادق مخلص وليس كل مخلص صادق.
([336])
ويعد الصدق
ركن من أركان الدين وهو أفضل خصال الإنسان وأوضح دلائل الإيمان، ومقدمة لجميع
أنواع الخير، فهو يهدي إلى البر وركيزة مهمة لاستقرار المجتمع وتنامي الثقة بين
أفراده، ولأهمية الصدق، قد وصف الله به نفسه وأضافه إلى ذاته، قال تعالى:
(وَمَنْ أَصْدَقُ
مِنَ اللَّهِ قِيلاً)(النساء: من الآية122).
وأن الله
يحب الصادقين والذين يوفون بوعودهم، لذلك ذكر الله نبيه إسماعيل عليه السلام ومدحه
بقوله تعالى:
فالصدق جنة
واقية من العذاب ذلك لان حركة الصادق تتطابق مع كل معاني الخير وتتناغم وحركة
الكون في كل ذرة من ذراته وكل جرم من أجرامه السماوية، وقد وضح لنا الرسول الكريم
(صلى الله عليه وآله) أهمية الصدق وقيمته العبادية والأخلاقية فقال (صلى الله عليه
وآله):
(إن الصدق يهدي
إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، وان الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وان
الكذب يهدي إلى الفجور،
[335]. الاصفهاني، أبو القاسم الحسين بن محمد
الراغب: مفردات في غريب القرآن، المطبعة الفنية الحديثة، 1971، ص409.