(أرجع إليهم فأن إستطعت أن تؤخرهم إلى غدوة وتدفعهم عنا العشية، لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أني كنت أحب الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار)([258]).

وفي هذا نرى عظمة الصلاة وأيمان المقاتل وأثر الدعاء وفي مثل تلك الأوقات الحرجة خاصة نجده يشتاق إلى الصلاة والدعاء واللجوء إلى الله لان ذلك عنوان المؤمن.

2. قيمة الزهد

نالت هذه القيمة على الترتيب الثاني ضمن هذا المجال، إذ بلغ مجموع التكرارات التي حصلت عليها (33) تكرار بنسبة مئوية قدرها (11. 41)، والزهد لغة ضد الرغبة والتزهد هو التعبد([259])، وقال الحافظ بن رجب معنى الزهد في الشيء هو الإعراض عنه لاستقلاله واحتقاره وارتفاع الهمة عنه، فيقال شيء زهيد أي قليل حقير. لقد ذم القرآن الكريم الرغبة في الدنيا ودعا إلى الزهد فيها والترغيب في الآخرة في أكثر من آية، إذ قال تعالى:

(قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى) (النساء: من الآية77).

كما قال عز وجل:

(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ) (الحديد: من الآية20).

وقال عز من قائل:

[258]. الطبري، ابو جعفر محمد بن جرير: المصدر السابق، 314: 3/ابن الاثير، عز الدين أبي الحسن: الكامل في التاريخ، دار احياء التراث، بيروت، 1404هـ، 558: 2.

[259]. الرازي، محمد بن ابي بكر بن عبد القادر: مختار الصحاح، الكويت، دار الرسالة، 1982، ص276.