نام کتاب : سيد العبيد جون بن حوي نویسنده : ماجد بن أحمد العطية جلد : 1 صفحه : 45
لا والله لا أفارقكم حتى
يختلط هذا الدم الأسود بدمائكم.
لقد كان جون يعلم أنه أكرم على الحسين من ألوف البيض، وأن الحسين أكرم من
أن يراه لئيم الحسب نتن الريح.
لم يكن جون في الواقع يخاطب الحسين سبط محمد مكرم الزنوج، بل كان يقف على
ذروة من ذروات التاريخ ليقول للأدعياء المفاخرين بألوانهم وأطيابهم، إليكم هذا
الذي ترونه في نظركم لئيم الحسب نتن الريح، إليكم به اليوم يطاولكم شرفا وحمية
وشجاعة ووفاء فلا تصلون إلى أخمص قدميه.
منكم يزيد الأبيض اللون، المتحدر من عبد مناف،
المضمخ بالأطياب، ومنكم عبيد الله بن زياد ومنكم شمر بن ذي الجوشن وحجار ابن أبجر
وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجاج، منكم قبل هؤلاء وبعد هؤلاء كثيرون، وكلهم يشع
بياضا ويعبق طيبا، وكلهم يجر وراءه حلقات آباء وأجداد. أولئك غدروا بمحمد صلى الله
عليه وآله وسلم الذي أخرجهم من الظلمات، فداسوا تعاليمه وحشدوا الحشود على بنيه،
أولئك يتهيأون الآن ليرفعوا رؤوس أبناء محمد على رماحهم. وهذا الزنجي وفي لمحمد صلى
الله عليه وآله وسلم الذي حرره وأكرم جنسه، فتقدم ليذودكم عن بنيه وبناته وتعاليمه،
وهو يتهيأ الآن ليسفك دمه دون ذلك، فأيكم اللئيم الحسب، النتن الريح، الأسود الوجه؟
أأنتم أم هو؟
وحقق الحسين رجاء جون فأذن له، ومشى جون مزهواً ببطولته معتزاً بوفائه،
يود لو أن زنوج الدنيا يطلون عليه ليروا كيف مثّلهم في موكب البطولات، وتكلم
باسمهم على
نام کتاب : سيد العبيد جون بن حوي نویسنده : ماجد بن أحمد العطية جلد : 1 صفحه : 45