responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيد العبيد جون بن حوي نویسنده : ماجد بن أحمد العطية    جلد : 1  صفحه : 44
وشيء من عتاب النفس على المحذور، ثم التنزل بالنفس إلى أوضع المراتب الدنيوية، وأظهر أدب الطلب والسؤال من أهل البيت الكرام، وأقسم صادقاً بالله العظيم على المضي قدماً بطريقه، ليكون دمه ضمن مجرى الدم الحسيني ليرتفع إلى السماء ويبقى صورة معبرة عن معنى النصر والانتصار، ونموذجاً لأصحاب البشرة السوداء، وقدوة لمن حسبه وضيع، وأسوة للعبيد.

تقدم (جون) ودنت الساعة التي يرد فيها هذا الزنجي الأسود اللون (جون) بعض الجميل لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهل أعظم في الوفاء لمحمد من أن يموت ذودا عن أبنائه ونسائه وتعاليمه، وتقدم جون من الحسين وقد انقلب بطلا مغوارا، وقد تجمعت فيه كل فضائل بني جنسه، تقدم يستأذن الحسين في أن يكون كغيره من رفاق الحسين. والتفت الحسين إليه وقد أخذته الرقة له والحنان عليه، ولم يشأ أن يورطه فيما لا شأن له به، فقال له:

أنت إنما تبعتنا للعافية فلا تبتل بطريقتنا.

ولكن جوناً البطل أجاب الحسين: أنا في الرخاء على قصاعكم وفي الشدة أخذلكم؟! ثم أردف هذا الجواب بكلمات لم يقصد بها الحسين، بل أراد أن يوجهها للأجيال الماضية والأجيال الحاضرة والأجيال الآتية، تلك الأجيال التي لم تر للزنوج الكرامة التي لهم، فقال: إن ريحي لنتن، وإن حسبي للئيم، وإن لوني لأسود، فتنفس علي بالجنة فيطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض وجهي؟

نام کتاب : سيد العبيد جون بن حوي نویسنده : ماجد بن أحمد العطية    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست