نام کتاب : سيد العبيد جون بن حوي نویسنده : ماجد بن أحمد العطية جلد : 1 صفحه : 24
يسلط
عليهم الضوء بأي وجه من الوجوه، ولعله سر مكنون لا يعرفه إلا أهله، ولأجل هذا
وغيره نستطيع أن نجزم بعدة أمور، منها:
أن جوناً كان قارئاً للقرآن، وحافظاً للقرآن، ومفسراً للقرآن، فلا غرو في
ذلك وهو الذي عاش وتربى وخدم في بيت الولاية والإمامة ما يزيد عن أربعين عاماً.
وما كان عبداً مطيعاً وقوراً إلى مواليه إلا لعلمه الغزير الذي استفاده من
أهل البيت عليهم السلام خلال خدمته لهم.
بل تميز عن غيره من العبيد الموالي بأنه كان خادم الإمام الحسين عليه
السلام الشخصي والمباشر لتلبية حاجاته، ومن له الحق في دخول خيمة الإمام الخاصة به.
ولطالما نسمع على مر الزمان أصوات عشاق الحسين عليه السلام يقولون ويرددون
هذه العبارة عندما يذكر الإمام عليه السلام: نحن لتراب أقدامه الفداء.
فيتضح أن جوناً وصل إلى هذه المرتبة العلية والمكانة الرفيعة باختيار
الأمر الإلهي لا غير.
وصحب جون مولاه الحسين في سفره من المدينة إلى مكة ثم إلى العراق وخرج
معهم إلى طف كربلاء، وما أدراك ما طف كربلاء، لا يثبت فيها إلا من امتحن الله قلبه
بالإيمان.
وقد أدرك ذلك كل من اطلع على أحداث ذلك العصر، قبل اتجاه الإمام الحسين
عليه السلام إلى العراق، ممن احتفظ لنا التاريخ بتصريحاتهم، فكيف بمن رافق الإمام
الحسين عليه السلام في مسيره الطويل من المدينة إلى مكة وإلى كربلاء،
نام کتاب : سيد العبيد جون بن حوي نویسنده : ماجد بن أحمد العطية جلد : 1 صفحه : 24