وممّا يرفع شأن أبي ذر الغفاري هو مشاركة جماعة من قومه وعددهم أربعة وهم:
عبد الرحمن بن عروة الغفاري، وعبد الرحمن بن عزرة بن حران الغفاري، وكان جده حران
من أصحاب أمير المؤمنين علي، وعبد الله بن عزرة بن حران الغفاري، وقرة بن أبي قرة
الغفاري.
وهنا سؤال حول جون أبقي في المدينة عندما نفي أبو ذر الغفاري إلى الربذة
أم أنه سافر معه إلى أن توفي أبو ذر ورجع؟
قولان في المسألة:
الأول: أنه سافر معه إلى الربذة وشاركه معاناته وقسوة العيش والغربة عن
الأهل والوطن ولم يتركه وحيداً إلى أن توفي أبو ذر([18]).
روى محمد بن إسحاق عن محمد بن كعب القرظي: أن عثمان ضرب ابن مسعود أربعين
سوطاً في دفنه أبا ذر، وذلك أن أبا ذر رحمه الله لما حضرته الوفاة بالربذة، وليس
معه إلا امرأته وغلامه، عهد إليهما: أن غسلاني ثم كفناني، ثم ضعاني على قارعة
الطريق، فأول ركب يمرون بكم قولوا لهم: هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم فأعينونا على دفنه.