نام کتاب : سيد العبيد جون بن حوي نویسنده : ماجد بن أحمد العطية جلد : 1 صفحه : 13
النهاية الأليمة في وجه الحكم الزبيري الذي لم يكن أقل فظاظة
وتمييزاً بين الناس من الحكم الأموي([7]).
والحق أن الموالي في سنة ستين للهجرة كانوا في بدايات وعيهم لواقعهم السيئ
بالنسبة إلى ما يضمنه لهم الإسلام من مركز كريم مساو لمركز الإنسان العربي في
الدولة الإسلامية، كما كانوا في بدايات وعيهم لقدرتهم إذا أتيحت لهم قيادة تترجم آمالهم
ومطامحهم إلى أفعال.
وقد أنضجت ثورة الحسين وعيهم لواقع حياتهم ولحقوقهم بحكم كونهم مسلمين،
كما أنضجت وعيهم لذاتهم بوصفهم قوة كبرى في المجتمع الإسلامي قادرة على التغيير.
وقد انطلقت ثورة المختار بن أبي عبيد الثقفي، فشهد المجتمع الإسلامي
العربي من خلالها قوة الموالي الجديدة تحارب بعنف من أجل المبادئ النبيلة التي
تؤمن بها القيادة الحاكمة على مستوى الشعارات، ولا تأبه لها عند الممارسة اليومية
لشؤون الحكم.
وقد حاول المختار مخلصاً تطبيق الصيغة الإسلامية للمساواة بين العرب
والموالي - وكان ذلك في صالحه - ولكنه فشل بسبب تعصب زعماء القبائل وقصر نظرهم،
فاضطر المختار إلى الاعتماد على الموالي مع قلة من العرب الواعين([8]).