يروي لنا التاريخ ان الإمام الحسين عليه السلام ودع عياله فنادى «يا سكينة، يا فاطمة، يا زينب، يا أم كلثوم، عليكن مني السلام» فنادته سكينة: يا أبه استسلمت للموت؟ فقال لها:

«يا نور عيني، كيف لا يستسلم للموت من لا ناصر له ولا معين ... الخ».

وعند تأملنا هذه الرواية التاريخية نقف إجلالاً واحتراماً وحباً لهذا الأب العطوف الذي يحرص على مخاطبة ابنته بهذه الصيغة المليئة بالعاطفة والحنو فيرسم لنا نهجاً في التعامل الأبوي مع البنت ورقتها كيفيه مداراتها.

سلوكه معها:الإماميزوج ابنته

روى أنّ الحسن بن الحسن خطب إلى عمّه الحسين عليه السلام احدى ابنتيه، فقال له الحسين عليه السلام:

«إختر يا بُنيّ أحبّهما إليك».

فاستحيا الحسن ولم يحر جواباً، فقال له الحسين عليه السلام:

«فإنّي قد اخترت لك ابنتي فاطمة، فهي أكثرهما شَبهاً بأمّي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم»([223]).

من خلال هذه الصورة نستخلص فوائد ودروساً مهمة:

أ . ان الإمام الحسين عليه السلام بقوله لابن أخيه الحسن عليه السلام:

«اختر يا بني أحبهما إليك».

يؤكد لنا ان بناء الأسرة يعتمد على الحب والاحترام، ويبين لنا أيضاً ان الرجل إذا ارتبط بامرأة يحبها سيسعد بها وتسعد به تطبيقا لقول الإمام الحسن المجتبى عليه السلام عندما استنصحه رجل في تزويج ابنته فقال له:

[222] تاريخ الطبري: 3/316. الإرشاد: 232. الكامل في التاريخ: 2/560. البداية والنهاية: 8/191 مع الاختلاف والاختصار. بحار الأنوار: 45/1. العوالم: 17/245. مستدرك الوسائل: 2/452.

أعيان الشيعة: 1/601 أضاف قبل أبي خير من «جدي خير مني» وأضاف في الأشعار «ما أقرب الوعد من الرحيل». وقعة الطف: 200 وفي بعض المصادر : «سالك سبيلي».