أدبه في الحوار معها

ورد في الأحاديث الشريفة ما يشير إلى أن الكلام علامة تدل على علم صاحبه، وإشارة تشير إلى ذوقه، ومرآة كاشفة لأدبه وأخلاقه كما في قول أمير المؤمنين عليه السلام:

«تكلموا تعرفوا فان الإنسان مخبوء تحت طي لسانه»([218]).

وكما في قول الإمام الباقر عليه السلام:

«سلاح اللئام قبيح الكلام»([219]).

فهذه الأحاديث تنطبق تمام الانطباق على سيد شاب أهل الجنة عليه السلام ولا عجب في ذلك لكونه الفرع الذي ينطق عن الأصل، وكونه عليه السلام ثمرة الشجرة الزيتونة المباركة، فلسانه لسان جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وأبيه المرتضى عليه السلام فعندما نتأمل حواره مع المرأة نلمس الاحترام الكامل والتوقير الوافر والأدب الرفيع كما في هذه الصور التاريخية التالية:

العطف على الموالية

حديثه مع أم وهب في كربلاء وهو في خضم الهم والغم والحزن لفقدان الأحبة، وتكالب الأعداء وقلة الناصر يتكلم الإمام عليه السلام معها بكل حنان وعطف ومسؤولية:

[217] معالي السبطين: ج2، ص 864.

[218] نهج البلاغة: ج 4، ص 93.