responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 114
ذلك الليل الرهيب، وهذا ما ذكره أرباب السير فقالوا: إنّه لما كانت الليلة الحادية عشرة وكانت ليلة مقمرة أخذت الحوراء زينب عليها السلام تلتفت إلى الحماة فما رأت منهم أحداً إلا وقد قطع الحمام أنينه وصافح التراب جبينه عند ذلك قالت لأختها أم كلثوم: نحن هذه الليلة نقوم في حراسة العيال والأطفال ونقسّم الليل ثلاثة أقسام، قسم عليّ وقسم عليك وقسم على ابنة أخي سكينة، فقامت زينب في حراسة العيال من أول الليل.

أم كلثوم تأبى الصدقة

لما تشرفت كوفة الغدر بدخول الركب الحسيني واجتمع أهلها حول سبايا كربلاء ورأوا الأطفال على هيأة يرق كل قاس وغليظ لها فأخذوا يناولون الأطفال تمراً وخبزاً فصاحت بهم أم كلثوم وقالت:

يا أهل الكوفة إنّ الصدقة علينا حرام.

وصارت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال وأفواههم وترمي به إلى الأرض قال: كلّ ذلك والناس يبكون على ما أصابهم.

ثم إن أم كلثوم أطلعت رأسها من المحمل وقالت لهم:

صه يا أهل الكوفة، تقتلنا رجالكم، وتبكينا نساؤكم؟. فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء.

وقفة حول حادثة الصدقة

1 . في تصديها لانتزاع الخبز والتمر من أيدي الأطفال الذين هم بحاجة ماسة إلى الطعام، والذين هم معذورون من حيث التكليف الشرعي عند تناولهم للحرام كونهم صغاراً لا تثريب عليهم وكونهم مضطرين لذلك إلا انها أبت إلا أن تبعدهم عن تناول الحرام لكي لا ينبت لهم لحم أو عظم من الحرام وفي هذا الموقف ورع وتقوى وطهارة لا نظير لها.

2 . ان انتزاع الصدقة من أيدي أطفال أهل البيت عليهم السلام فيه دلالة على تعظيم أهل البيت عليهم السلام بما فيهم الأطفال،

نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست