«احبسيه يا أختاه لئلا تبقى الأرض خالية من نسل آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم».

فقال زين العابدين عليه السلام:

«يا عمتاه، ذريني أقاتل بين يدي ابن رسول الله».

فأخذت أم كلثوم تمانعه وتنادي خلفه:

«يا بني ارجع حتى أرجعته إلى فراشه».

أم كلثوم تشارك في المصائب

لا فرق عند إمامنا الحسين عليه السلام بين أخواته وبناته ونسائه بل ونساء أصحابه إلاّ بحسب الأدوار والمشاركة، فكل ما نزل من المصائب كان لأم كلثوم نصيب منها، فتارة عند مشاركتها الركب الحسيني السفر وعناءه، وأخرى عند عطش النساء والأطفال، وأخرى عند وداع وشهادة الإمام عليه السلام وولده وإخوته وأصحابه، ورابعة عند حرق الخيام وهجوم الخيل، وخامسة عندما أخذ رجل قرطي أم كلثوم وخرم أذنها، وسادسة عند ضرب المتون ولطم الوجوه، وسابعة عند ركوب النياق الهزّل، وثامنة عند السبي، وتاسعة عند دخول الكوفة، وعاشرة عند دخول مجلس الطاغية ابن زياد و... ومصائب لا نقوى على ذكرها وإحصائها.

أم كلثوم تحرس العيال

حلّ ليل الحزن، وجاءت ظلمة الليل في وقت فقد فيه الحماة وغاب فيه الأبطال وقتلت فيه الرجال، وضاع من هوله الأطفال، وحرقت بناره الخيام، ليل ثقيل بهمومه وآلامه لم يبقَ من رحل آل الرسول إلا خيمة محروقة جوانبها، فقامت السيدة أم كلثوم لتشارك أختها العقيلة زينب عليها السلام في جمع العيال وصيانة الأطفال، ووطنت نفسها على مشاركة أختها في حراسة العائلة المذعورة في