لكن شك الشاعر لم يكن
سلبياً بل كان سبيلاً إلى الوصول إلى حقيقة الثورة الحسينية الناصعة إنه أشبه بشك
ديكارت حينما قاده إلى الإيمان بالله([206])،
يقول الجواهري حينما يتجاوز مرحلة الشك([207]):
فقد حاول الشاعر خلق جو من الاطمئنان الداخلي،الذي قد ينتقل إلى المتلقي،
لأن النص الأدبي المؤثر حين يخرج من حوزة المبدع فإنه يتحول إلى ملك مشاع بين
المتلقين، فيؤدي الوظيفة نفسها والأثر ذاته، فقد يشعر المتلقي بما يشعر به المبدع
إلى درجة أنه يتماهى مع النص في حال من (الاتحاد الفني) أي أن تحس نفسك،
والصورة التي تراها، أو الموسيقى التي تسمعها شيئاً واحداً([209])، وهذا وجه مهم من أوجه
الوظيفة النفسية في مراثي الإمام الحسين (عليه السلام)، لأن هذه الوظيفة لا يمكن
أن تفهم إلا ببيان الصلة بين (أنا) الشاعر و(النحن) الذي يمثل المتلقين من
حيث إنها عملية تمضي نحو إدماج ال (أنا)