إن القراءة النفسية لمثل هذه النصوص يمكن أن تكشف عن رغبة الشاعر في تطبيق
العدل الالهي (وللحق ان تطغى به عزماته)، مثلما تكشف عن المزاج الشخصي للشاعر، ولاسيما إذا عرفنا أن الشاعر – أي شاعر
يقضي عمره في جهاد ونضال وعراك مع الدنيا والناس ومع الأوهام والأباطيل
والأضاليل([200])، فالفرطوسي الذي عاش حياة
بائسة([201]).
يمكن أن تعبر أبيات التحريض المتقدمة التي بلغت حوالي 37 بيتاً من أصل 67
بيتاً أي أكثر من نصف المرثية على إعادة الموازنة النفسية للطبقة التي ينتمي لها
الشاعر بحكم ما تعرضت له من عوامل القهر والاضطهاد، فمثل هذه الأبيات يمكن أن تكون
ردة فعل تتناسب وجسامة القلق الذي يعيشه الشاعر([202])، وقد يحاول الشاعر من خلال التحريض أن
يعبر عن ولائه لأهل البيت