فلم تلقَ من أذن صاغيهْ

فخاضوا لظاها وحلوا بها

كما حلَّت الفئة الباغيهْ

كأنَّ الشاعر يستحضر أمامه الجزاء الذي حاق بأعداء الحسين (عليه السلام) بعد سنوات قليلة، على يد المختار الثقفي([178])، فلم تنقضِ ست سنوات على مصرع الحسين حتى حاق الجزاء بكل رجل أصابه في كربلاء، فلم يكد يسلم أحد من القتل والتنكيل، مع سوء السمعة، ووسواس الضمير ([179])، فالشاعر يختار من أحداث الثورة الحسينيّة ما يلبي أفكاره، ويسد ما في نفسه من حاجة إلى التشفي ممن قتل الإمام الحسين (عليه السلام) من دون أن يراعي حرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).