نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 80
خيرا.. ([167])،
فالشاعر يستمد معانيه من أقوال الحسين في واقعة كربلاء، ويوظفها في شعره، فهو
يستلهم أقوال الإمام وبلاغته يوم عاشوراء.
والملاحظ أنَّ هذا المحور كان أقرب إلى المديح الخالص([168])،
وذلك نابع من الموقف المبدئي العالي، والإخلاص للعقيدة اللذين تجسدا في تصميم
هؤلاء الرجال على القتال إلى جنب الإمام الحسين (عليه السلام) على الرغم من أنه
خيَّرهم بين البقاء معه أو تركه إن شاؤوا، فما كان من مسلم بن عوسجة إلا وأجاب الإمام
قائلاً: أنحن نتخلى عنك؟ ! ولما نعذر إلى الله في أداء حقك، أما والله حتى
أكسر في صدورهم رمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي !!! ولا أفارقك، ولو لم
يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك..([169]).
وقد جسَّد الشعراء هذه المعاني في مراثيهم للإمام الحسين (عليه السلام)،
قال حسين بستانة([170]):
(من البسيط)
الصائلون كما صالت أوائلهمْ
والفاعلون على اسم الله ما فعلوا
[167]تاريخ
الطبري: 3 / 461، والكامل في التاريخ: 4 / 57، وفيه: (أوفى) بدلاً من (أولى).