الجانب الثاني: التعبير عن إجلال الشعراء للإمام الحسين، وتعظيمه،
فهو أقرب إلى المديح منه إلى الرثاء([152]).
ولا يعني ما تقدَّم أنَّ هذين الجانبين منفصلان عن بعضهما، بل إنَّ الشعراء
كثيراً ما أكدوا فضل الحسين، في موضع التشنيع على فعل أعدائه، أي أنَّ منزلة الحسين
(عليه السلام) كانت سبباً لذم الخصوم الذين لم يراعوا حقاً لتلك المنزلة الكبيرة،
في الوقت الذي كان هذا مثار أسى في نفوس الشعراء([153]).
وعماد هذا المحور ومرتكزه صلة الإمام الحسين (عليه السلام) بالرسول الكريم
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلطالما أكد الشعراء هذه الصلة لإضفاء الصبغة
الدينية على مراثيهم، ولتهويل الجرم الذي ارتكب بحق ابن بنت النبي (صلى الله عليه
وآله وسلم)، يقول محمد حسن أبو المحاسن([154]):
(من الطويل)
[151]ينظر: ديوان يعقوب الحاج جعفر الحلي:
76، 83، 102، وديوان أبي الحب: 120، 141، وديوان السيد مهدي الطالقاني: 85، 87،
وديوان الحويزي: 86، والأنواء (ديوان شعر): 175، وديوان السيد رضا الموسوي الهندي:
47، ومع النبي وآله: 1 / 92، وديوان الجعفري: 434، وشعراء كاظميون: 1 / 245، وأدب
الطف: 10 / 64، 203.
[152]ينظر: ديوان يعقوب الحاج جعفر الحلي:
133، وديوان السيد رضا الموسوي الهندي: 42، وديوان الجعفري: 1 / 222، وديوان
الوائلي: 1 / 179، شعراء كاظميون: 1 / 246.
[153]ينظر – مثلاً – ديوان السيد مهدي
الطالقاني: 79.