أبا الشهداء كْم لك قد أضعنا
تعاليماً قد ازدهرت خلالا
كأدراج الرياح مضت هباءً
وقد عادت بأجمعها خيالا
كإنْ من أجلها ما ذقت مراً
وما صافحت أسيافاً صقالا
فكم كسرَ العدى لك من ضلوعٍ
وكم لك من دمٍ في الأرض سالا
قضيت العمَر في جد وسعي
تناضل دائماً عنها نضالا
فوا أسفاً على تلك المبادي
أضعناها فضيعنا الكمالا
فالشاعر يقرن تطبيق مبادئ الثورة الحسينية بكمال الأمة، لكنه يبدي أسفه لحالها، بعد أن أهملت خطى سيد الشهداء، وضيَّعت بذلك شيئاً من كرامتها.
أما الشاعر إبراهيم الوائلي في إحدى مراثيه الحسينية فإنَّه يتساءل عن تأريخ مضاع، وعدل عبثت به الأهواء، فيقول([134]): (من البسيط)
صهر النبوة إنَّ العدل قد عبثت
به المطامع واجتاحته أهواءُ
أين الجهاد الذي كانت مواكبه
خفاقة النصر يحدوهنَّ أكفاءُ
وأين سيف مشت والموت ضربته
وطعنة في مدب الشر نجلاءُ
قل للكتائب تنهضْ من مراقدها
فقد خلت من صهيل الخيل بيداءُ
[133]ديوان الشيخ عبد الغني الخضري: 183.
[134]ديوان الوائلي: 1 / 170 – 171.