responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف    جلد : 1  صفحه : 51
الشعوري، فالشاعر وإن كان مقلداً في البناء والشكل الفني، فإنَّه من المستبعد أن تتشابه استجاباته العاطفية للمواقف المؤثرة في واقعة الطف، مع استجابات غيره من الشعراء، ولاسيما أنَّ الأمر يتعلق بمعتقده الديني.

الثاني: تميَّزت مراثي الإمام الحسين، وبخاصة في العراق، بالنفس العربي الخالص، فإذا كان فيها شيء من التقليد، فإنما يعزى ذلك إلى كونها تمثل امتداداً لأنموذج عالي المستوى في الشعر العربي، تمثل في مراثي دعبل الخزاعي، والسيد الحميري، والشريف الرضي، ومهيار الديلمي([92])، فإنَّ تكرار ألفاظ الشكوى من الزمان، والتحريض على أخذ الثأر، والمطالبة به؛ يمكن أن يكون دليلاً واضحاً على الحرمان والهوان اللذين كان الشعب يعيشهما يومذاك، وربما كانت تلك الألفاظ بمنزلة ناقوس الخطر لأمة كادت هويتها العربية تتلاشى في ظل قرون طويلة من الاحتلال الأجنبي.

ولعلَّ خير دليل على ما تقدَّم؛ أنَّ تلك المراثي طالما تغنَّت بأنصع صفحات التاريخ العربي، وأكثرها إشراقاً – صفحة الثورة الحسينية وموقف سيد الشهداء فيها – وكأنَّ شعراء هذه المراثي يذكِّرون الأمة بأنَّ لها ماضيا مشرفا في زمن كان فيه شعراء


[92]ينظر: لغة الشعر بين جيلين: 25.

نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست