نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 23
روايات
تاريخية، بل تجاوزته إلى رواية الشعر، فقد نسبت كثير من الأشعار التي قيلت في
الإمام الحسين (عليه السلام) بعد استشهاده إلى مصادر غيبية، فقد روي أنَّ هاتفاً
سمع ليلة مقتل الحسين (عليه السلام) يقول([31]):
(الخفيف)
أيها القاتلون جهلاً حسينا
أبشروا بالعذاب والتنكيلِ
ومن ذلك ما قيل في البيت المشهور([32]):
(من الوافر)
أترجو أمة قتلت حسيناً
شفاعة جده يوم الحسابِ
ويمكن أن تكون هذه الأشعار، وغيرها مما روي للجن والهواتف دليلاً على عمق
الفاجعة، وشدة أثرها في نفوس المسلمين، وصورة واضحة تعبر عن حزنهم، وعدم تصديقهم
للأحداث التي وقعت للحسين، وأهل بيته (عليهم السلام) بكربلاء، كما مثلت خوفهم من
بطش الدولة الأموية بهم في حال المجاهرة الصريحة برثاء الإمام.
لذا إنَّ من غير المستبعد أن تكون هذه الأشعار لشعراء خافوا على أنفسهم،
وأسرهم من غضب السلطة، وقد لاحظ أبو الفرج الأصفهاني ذلك حينما قال: وكانت
الشعراء لا تقدم على ذلك [ أي رثاء الإمام الحسين ] مخافة من بني أمية، وخشية
[31]ينظر: تاريخ الطبري: 3 / 487،
والكامل في التاريخ: 4 / 90، والإرشاد: 548.
[32]ينظر: الطبقات الكبرى: 42، وفيه أنَّ
قلماً من حديد خرج على قتلة الإمام في أول مرحلة لهم في أثناء عودتهم إلى الشام
وهم يشربون الخمر في إحدى الكنائس.
نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 23